عبود في حفل قسم 33 قاضيًا اليمين القانونية: إنه زمن الصمود وتكريس استقلالية السلطة القضائية

Views: 774

أقسم ثلاثة وثلاثون قاضيا أنهوا تدرجهم في معهد الدروس القضائية، اليمين القانونية في القاعة الكبرى لمحكمة التمييز، وذلك أمام هيئة خاصة لمحكمة التمييز برئاسة الرئيس الأول لمحكمة التمييز رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود وعضوية القاضيين الرئيسين روكس رزق وسهير الحركة، في حضور رئيسة معهد الدروس القضائية القاضية ندى دكروب وأهالي المحتفى بهم.

دكروب 

ألقت القاضية دكروب كلمة بالقضاة المتخرجين متوجهة إليهم: “أدرك ثقل المهام التي تنتظركم وقد بات أكثر وطأة من ذي قبل، إنطلاقا مما وصلنا إليه من نقص لوجستي في قصور العدل ومن تعميمٍ في التشكيكِ والإرتياب في كل شيء، تشكيك طالت سهامه هيبة القضاء، سلطة وأفرادا. فمطلوب منكم اليوم وغدا…أن تكونوا مستقيمين في أداء واجبكم، متعاضدين في مواجهة الظلم، … مهما إشتدت عليكم المشقات”. 
 
أضافت “إن إختياركم للقضاء لا يجب أن يكون ممرا للوصول إلى مناصب خارجه لأن صرحه هو الأساس وهو الأسمى من بين المكاناتِ في تأثيره على حقوق الناس وفي المحافظة على إستقرار المجتمع وفي حماية مقدرات الدولة فصونوا هيبتكم في سلوككم ولا تنشئوا للنميمة مربعا بينكم لأن صدى عاقبتها وسوئها سوف يرتد عليكم، فالنميمة تزعزع الثقة بالقضاء. … لا تنسوا أن في أحكامكم وقراراتكم ما ينعكس عليكم ولكم، إذ كما قيل “أن تقييم الشجرة ينطلق من ثمارها”، فليكن أداؤكم للحق نطقا بالصدقية، مبنيا على الحجج الواقعية والقانونية ومحط عنايتكم لحقوق الإنسان”.
 
تلاوة المرسوم

بعد ذلك، تمت تلاوة المرسوم الرقم 8492 تاريخ 18 تشرين الثاني 2021 المتضمن تعيين قضاة أصيلين في ملاك القضاء العدلي، وهم التالية أسماؤهم: منوالا زخيا نعيم، علي خليل حدرج، جورج أدوار الشالوحي، تاتيانا أنطوان كرم، سيمار معين جابر، خالد طي ماضي، ليا حبيب خوري، غيدا مالك هاشم، ريان قاسم العاكوم، كارلا شاهين شاهين، نزار جمال إسماعيل، حسين محمد مرتضى، علاء حسن شمس الدين، محمود أحمد سيف الدين، محمود بسام الحافي، فيروز فايز البحري، نيفين مصطفى كنعان، ليا جوزف مارون، يارا طنوس مشلب، جوي خليل مخائيل، حنان علي قنديل، بترا عبده النشار، وسيم ناظم زهر الدين، جوانا حسين قاطبي فواز، ديمتري الياس عجوز، امندا عماد المدني، نورما حسن شومان، باولا فرنسوا جوزف الجميل، سالي سامي عبدايم، دينا سلمان فرحات، كارين حسين شاهين، مكرم سامر المشطوب، فاتن إبراهيم نداف، مارك جان فهد وكرم غسان فواز.من ثم، أقسم القضاة اليمين القانونية.

عبود

ألقى  الرئيس الأول لمحكمة التمييز رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود كلمة  جاء فيها:

بدايةً، فلنوصّفْ واقعَ الحالْ القضائي.

قد يظنُّ كثيرونْ، أَنه زمنُ الإحباطْ، لكنهُ زمنُ الأملِ أيضاً،

قد يظّنُ البعضْ، أَنه زمنُ اليأسْ، لكنهُ زمنُ الصمودِ أيضاً،

قد يظنّ آخرونْ، أَنه زمنُ السقوطْ، لكنهُ سيتحوّلُ حتماً زمناً للنهوضْ،

إِنه في الحقيقةِ والواقعْ، زمنٌ لتكريسِ استقلاليةِ السُلطةِ القضائيةْ،

فلنكنْ جميعاً جُدداً وقُدماء، قضاةً متضامنينْ موحّدينْ تحتَ رايةْ هذه الإستقلاليةْ، دفاعاً عن قضيةٍ قضائيةْ، لا ينالُ منها تعرّضٌ أو تهجّمٌ أو تجنٍّ أو كلامٌ غيرُ مسؤول.

أمّا بعد،

دقّت لحظةُ الحقيقةْ، لحظةُ القسَم، لحظةُ الالتزامْ الذي لا رجوعَ عنْه؛

لحظةٌ، تمهدُ مسارَ مسؤوليةٍ كبيرةٍ وجسيمةْ، هي مسؤوليةُ الحُكمِ باسمِ الشعب اللبناني؛

لحظةٌ، ترتّبُ موجباتٍ والتزاماتٍ، ينأى عنها كثيرونْ، ويعجَزُ عنها قديرونْ،

لحظةٌ، يتردّدُ صداها مُدوّيّاً، لدى ضميرِ أكثريةٍ من قُضاةٍ، ارتضتْ المناقبيّةَ مَنهجاً، والاستقلاليةَ طريقَ حياةٍ وعملْ.

وبعد،

بإسمِ مجلسِ القضاء الاعلى، وباسمي زميليّ القاضيين روكس رزق وسهير الحركة، وبإسمي الشخصي،

أتوجّهُ بالتهنئةِ لكُم على ما انتُم عليهْ، نتيجةَ جُهدِكم وعملِكم،

كما أوجّهُ الشكرَ الى رئيسةِ معهدِ الدروس القضائية، القاضية ندى دكروب، على ما بَذَلته في مَعرِضِ مواكبتِها ورعايتِها لمسارِكُم، طِوالَ فترةِ التدرجْ، مثمّناً صمودَكم الكبيرْ، في ضوءِ ظروفٍ بنيويّةٍ، واقتصاديةٍ وصُحيةٍ صعبةْ وقاسية.

ولنُكمِلْ هنا ما بدأناهُ مصارحةً،

ولنواجهْ الحقائقْ كلَّ الحقائقْ،

فأسألُ عنكم، وأتساءلُ معكم،

ما هوَ المطلوبُ من القضاءِ!

ما هوَ المطلوبُ منا!

ما هوَ المطلوبُ منكم!

إذا كان المطلوبُ،

أن يكونَ القاضي مستقلاً، ونزيهاً،

أن يكونَ منتجاً ومتجرّداً وحراً،

وإذا كان المطلوبُ أن يكونَ القضاءُ غايتَنا الوحيدةْ ولا غايةَ سواها، لا أن يكونَ وسيلةً إلى مناصبَ سياسيةٍ أو مواقعَ أخرى،

فهذه نظرتُنا الى القضاءِ، الذي ترغبونَ ونرغبُ فيه، وما أفترضُه في رؤيتِكم له أيها الزملاءْ الجدد،

وهذا هو القضاءُ القضيةْ، الذي نعملُ له جميعاً، ونسعى إليه.

أما اذا كانَ المطلوبُ،

أَن يكونَ القاضي مُستقلاً، ولو مع قليلٍ من تبَعيّة،

أَن يكونَ القاضي نزيهاً، ولو مع قليلٍ من استنسابيةْ،

وإذا كانَ المطلوبُ،

أَن يكونَ القاضي متجرداً، ولو مع قليلٍ من تحيزْ،

وأن يكونَ القاضي فاعلاً، ولو مع قليلٍ من انتاجيةْ،

فنحنُ جميعاً لمْ ولنْ نرتضي،

قضاءً فاقداً لِعلةِ وجودِه ولمُبررِ غايتِه،

قضاءً فاقداً لشرعيتهِ ومشروعيته،

بل  نُريدُهُ قضاءً حُراً ومتحرراً، يعمَلُ في خِدمةِ الشعبِ الذي يحكُم باسمِه، بعيداً عن كلِ تحيزٍ أو استنسابيةٍ أو فئويةٍ، ومتمتعاً بحُريته واستقلاليته غيرِ المنقوصتين.

مع التأكيدِ أيضاً، أَنه إذا دخلتْ السياسةُ أبوابَ المحاكمِ، خرجتْ العدالةُ مِنها.

أختمُ لأقول :

إِن لبنانَ بحاجةٍ إليكم،

إِن القضاءَ ينتظرُكم،

فلبّوا نداءَ الواجبِ دونَ خِشيةٍ من عَواقبْ،

فتسمو العدالةُ بِكم ومعكُم، وينتظمُ الحقُ، في وطنٍ هو أحوجُ ما يكونُ إلى العدالةِ والحقْ.

وأنهي بما دَعوْتُكم دائماً إليه :

كونوا قضاةً وقضاةً دائماً.

كونوا قضاةً وقضاة فقط.

عِشتُم،

عاش القضاءُ المستقلْ،

عاشَ لبنانْ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *