سيناريوات التجليط

Views: 599

خليل الخوري 

لم يعد اللبنانيون يصدقون ما يقرأون، وما يتناهى إليهم من سيناريوات ومشاريع وخطط تستهدف إنقاذ لبنان من الحال المزرية التي يرسف في قعرها… والأصح لم تعد تنطلي عليهم هذه الأقاويل سيان أكان بعضها صحيحاً، أو من فبركة المخيلات، أو خصوصاً ما كان من إنتاج مصانع الأجهزة الإقليمية والدولية…

منذ حرب السنتين الملعونة والشعب اللبناني، المغلوب على أمره، ينام على سيناريو ويفيق على مخطط، وما يكاد أن يتنفس قليلاً حتى تتوالى النكبات لتظهر الحقيقة الصارخة وهي أنه يقبض على الريح.

فمن نكسة إلى كارثة إلى مصيبة إلى جوع إلى فقر إلى إعاشة إلى أموال منهوبة، وبالذات إلى خوف على المصير في وقت يبدو المستقبل (حتى القريب) مجهولاً.

وفي هذه المرحلة بالذات تتناسل السيناريوات، واللافت أن كلاً منها يزعم مروّجوه أنه سيحمل إلى لبنان واللبنانيين حلولاً سحرية… ولكن اللافت أيضاً أن هذه المزاعم متناقضة إلى أقصى الحدود… لدرجة يصح معها التساؤل: كيف لهذا الذي يُقال إنه محلل سياسي أن يطلع على أسرار هذه الدولة أو تلك؟ ومن أين لهذه المبتدئة في مهنة البحث عن المتاعب أن تكشف أسرار الإلهة في تلك الدولة الكبرى لتحظى بملف في غاية الخطورة يتناول حلاً توافقياً أو قيصرياً في لبنان؟

الجواب في غاية البساطة، هو أن ما يُعطى إلى هذه وذاك وأمثالهما ليس سوى «تجليطة» لا أكثر ولا أقل، بهدف إلهاء هذا الشعب اللبناني عن جوهر قضاياه والإبقاء عليه في هذه المعاناة الموجعة ريثما يتوصلون إلى حلّ لأزمات المنطقة على حساب هذا البلد الصغير المعذب.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *