صخب المشاعر في لوحات فريال فياض

Views: 912

العراق-علاء المرقب 

الجد والمثابرة وحدهما لايصنعان الابداع. لابد من موهبة وتوجه، لكي تكتمل اركان النجاح. وهذا ماعملت به الفنانة التشكيلية اللبنانية فريال فياض، التي شقت طريقها الصعب بما تمتلكه من صفات الفنان الناجح، فقد أضفت على موهبتها المثابرة والجد ثم اختارت موضوعها الذي توجّهت به، ألا وهو المرأة.

 

بهذه الروحية الأنثوية، كأن فريال تريد أن تقول أن الفن  هو المساحة التي تمنحها الحرية لترسم بريشة العاشقة وتمنح لوحاتها لمسة من روحها لتنبض بالحياة، هو العشق الذي ينطبع في مسام تلك اللوحات لتولد منها نساء عاشقات للحرية، ذلك هو ضجيج المشاعر الذي لا يهدأ في داخلها إلا بولادة لوحة تحمل توقيعها. لذا عرفت بالخط الذي اتخذته في أعمالها من خلال ابراز  مكامن الانوثة والجمال لدى المرأة وتسليط الضوء على مشاعرها من ألم وحب وقلق وتمرد، فالمرأة في اعمالها قوية جريئة تشبة الفرس العربية الاصيلة. لتقول دائما إن تلك المرأة تصبح اكثر جمالا عندما تسابق الريح، وتنطلق.

 

موضوع المرأة في الفن التشكيلي ليس أمراً مستجداً، لكنه يكون مميزاً حينما تتخذه فنانة كقضية لأعمالها، لتؤكد أن هنالك الكثير مما يجب ترجمته على القماش، بضربات فرشاة تعبّر عما تريد قوله الأنثى أو تصرخ به معبرة عن كسرها قيود المجتمع متمردة عن واقع يحجم من دورها في الحياة وتعبيرها عن ذاتها.

 

من يتابع لوحات الفنانة فريال فياض، يشعر بزحمة مشاعر، وضجيج يكاد يظهر من خلال اللوحة، وكأنما هنالك دوي وموج وانفعالات نقلتها ريشة الفنانة من ذاتها الخصب المليء بالمشاعر وعنفوان افكارها التي ترى النور من خلال مساحة اللوحة، تلك المساحة الصغيرة التي لاتكاد تستوعب كل تلك الانفعلات وهذا الضجيج، لتكتمل بما تحتويه التفاصيل، وهنا تحرك رؤى المشاهد لتؤثر فيه كما أرادت الفنانة لهذا التأثير ان ينتقل من صخبها الداخلي الى تقاسيم لوحاتها وبالتالي الجمهور.

 

فريال فياض ابنة الجنوب اللبناني وضعت قدمها على هذا الدرب لتكون ممثلة عن بنات مجتمعها في قول ما يردن قوله، فشاكست فرشاتها الألوان لتختار “أحدّها” قدرة على التعبير، فأنتجت العديد من اللوحات التي تحمل الروح والايحاء الحركي بداخلها لتلفت الانتباه إلى أنها ضد الجمود كما هي ضد الخطوط الحمراء، والرسوم المكررة. لهذا نجد أن اغلب لوحاتها تتميز بالانطلاق ومحاولة التحليق، فهي لم تؤمن بالخطوط الحادة بل تنحني فرشاتها متمايلة وكأن الالوان ترقص، بل بالفعل رأينا الكثير من ايحاءات الدوران والرقص التي تعبر عن الحيوية والتحدي في أعمالها.

***

* علاء المرقب كاتب وشاعر

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *