“عبد الجليل وهبي” (في الشعر في الإنتاج الفني في جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان)

Views: 21

صدر عن دار نلسن في بيروت كتاب “عبد الجليل وهبي” (في الشعر في الإنتاج الفني في جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان)، من تأليف الأب بديع الحاج. 

“يستعرض الكتاب حياة الشاعر وأعماله التي لم تقتصر على الشعر فقط والقصيدة والغناء المنبري، بل تعدت كل ذلك لتصل إلى الإنتاج. أعماله الشعرية والأدبية لا تختصر بالأغاني التي خص بها كبار المغنين والمطربين في العالم العربي. فهناك الكثير من القصائد التي تحيي شخصيات من التاريخ، شخصيات منها أسطورية ومنها تاريخية. وهدف هذه القصائد استخلاص العبر الأخلاقية والاجتماعية والوطنية. كما كان لعبد الجليل وهبي فضل كبير على تأسيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان وبلورة قانونها التأسيسي وتنظيمها وربطها بالجمعية العالميّة في فرنسا “ساسيم “”، كما جاء في كلمة الناشر. 

في ما يلي مقدمة المؤلف:

 

عبد الجليل وهبي عَلَم كبير في دنيا الشعر الغنائيّ والزجل المنبريّ. كَمْ صدحَ أصواتٌ بأشعاره في رحاب الإذاعة اللبنانيّة في عصرها الذهبي، كما في إذاعة الشرق الأدنى وإذاعات عربيّة عديدة؟ وكم تعلّم جيل من ملاحم  تحكي قصص حكماء وعظماء وأناس طبعوا التاريخ بمآثرَ خلّدت بقصائد عبد الجليل وهبي شعرًا، ومن بعدُ بأصوات كبار المطربين غناءً. عبد الجليل، شاعر غزير في إنتاجه، أبدع الشعر في العاميّة اللبنانيّة كما أجاد في الشعر الفصيح. تميّزت شخصيّته بالذكاء وسرعة البديهة، كما بطُرف ملفت يُعبّر عن مُحاور محبّب تجاه الآخر. تميّز بغزارة العطاء مع المحافظة على مستوى رفيع في شكل القصيدة كما في مضمونها. (https://www.sliderrevolution.com)

الى جانب كتابة الشعر ونظمه، كان عبد الجليل وهبي رائدًا في العالم العربيّ في مجال إنتاج الأعمال الفنيّة وتنفيذها وتسويقها، فجمع بشخصه الفنّان المرهف ورجل الأعمال الرائد. شكّل فريق عمل من شعراء وكتّاب وموسيقيّين وموزّعين وعازفين ومخرجين لينتج أجمل الأعمال بثّت عبر إذاعات عربيّة وعالميّة. شركة جامعة الإنتاج الفني والمؤسّسة الفنيّة العالميّة، شركتان ساهم عبد الجليل وهبي من خلالهما في النهضة الموسيقيّة في لبنان، ومن لبنان الى العالم العربي ليصل الى العالميّة. قليلون في زمنه عرفوا أن يوفّقوا بين الإبداع الفنيّ وبين الإنتاج وإدارة الأعمال. فكان سبّاقًا في إرساء وتطوير الصناعة الموسيقيّة والصناعة الإعلاميّة في العالم العربيّ.

نستعرض في هذا الكتاب حياة الشاعر عبد الجليل وهبي وأعماله. أعمال لم تقتصر فقط على الشعر والقصيدة والغناء المنبري، بل تعدّت كل ذلك لتصل الى الإنتاج. أعماله الشعريّة والأدبيّة لا تختصر بالأغاني التي خصّ بها كبار المغنّين والمطربين في العالم العربي. فهناك الكثير من القصائد التي تحيي شخصيّات من التاريخ، شخصيّات منها أسطوريّة ومنها تاريخيّة. وهدف هذه القصائد إستخلاص العبر الأخلاقيّة والإجتماعيّة والعلميّة والوطنيّة. فأخلاق الإنسان لدى عبد الجليل وهبي كنز لا يمكن أن يستعاض عنه.

كما كان لعبد الجليل وهبي فضل كبير على تأسيس جمعيّة المؤلّفين والملحّنين وناشري الموسيقى في لبنان وبلورة قانونها التأسيسيّ وتنظيمها وربطها بالجمعية العالميّة في فرنسا “ساسيم” (SACEM). هو من دفع الى التأسيس وناضل في سبيل ذلك وتحمّل الكثير. لكنّه صمد لأجل إيصال هذه الجمعيّة الى برّ الأمان، ولا تزال حتّى يوما هذا ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق من ينتسب إليها.

يتناول هذا الكتاب عبد الجليل وهبي في مختلف شخصيّاته أو بالأحرى نشاطاته. نستعرض أوّلًا حياته منذ الطفولة حتّى دخوله معترك الحياة العمليّة في الإذاعة اللبنانيّة. ومن ثمّ ننشر أعماله التي لم تنشر سابقًا، وهي قصائد غير معروفة كغيرها من الأغاني التي اشتهرت بأصوات كبار الفنّانين. وفي قسم ثانٍ سنضيء على شخصيّة أخرى لعبد الجليل وهبي، ألا وهي رجل الأعمال الذي نجح في الإنتاج الفنّي وتسويقه. إنسحب نجاحه على كثير من العاملين في مجال الموسيقى والشعر والإخراج. كما سنتطرّق الى موضوع هامّ ألا وهو دور عبد الجليل وهبي في تأسيس جمعيّة المؤلّفين والملحّنين وناشري الموسيقى في لبنان.

والمرجع الأساسي الذي نهلنا منه لإنجاز هذا العمل هو الأرشيف الخاص لعبد الجليل وهبي وقد زوّدتنا به عائلته الكريمة مشكورة. ولا بدّ من ذكر أهميّة جداول البرامج والأغاني مع ذكر المؤلّف والملحّن والمغنّي وبعض الأحيان مدّة العمل، كما جداول الأشخاص الذين تعاونوا معه في سبيل تنفيذ الأعمال التي كان ينتجها من شعراء وكتّاب وملحّنين وموسيقيّين عازفين ومغنّين ومخرجين. وفي الجزء الذي يتناول جمعيّة المؤلّفين والملحّنين وناشري الموسيقى في لبنان، نجد جداول المنتسبين لهذه الجمعيّة كما للمنتسبين للجمعيّة العالميّة في فرنسا.

نظرًا لورود ذكر كثير من الشخصيّات التاريخيّة في قصائد عبد الجليل وهبي المنشورة في هذا الكتاب، إعتمدنا التعريف بهذه الشخصيّات لكي يسهل على القارئ فهم المواضيع المعالجة في هذه القصائد. وتفاديًا لتكرار التعريف بالشخصيات المذكورة مرّات عدّة، إعتمدنا التعريف بها في نهاية الكتاب في “الهوامش” مع الإشارة برقم دليل يدلّ على هذا التعريف. كما اعتمدنا شرح الكلمات أو ذكر ملاحظة تخصّ قصيدة دون غيرها بالإشارة الى ملاحظة في أسفل الصفحة مع نوعيّة ترقيم مختلفة عن الهوامش في آخر الكتاب.

لتسهيل قراءة القصائد بشكل صحيح وفهمها، كما للحفاظ على وزن الشعر وإيقاع الكلمة، لقد عمدنا على تشكيل الكلمات. فالقصائد التي حصلنا عليها هي مطبوعة على آلة الدكتيلو وهي غير مشكّلة. مع الإشارة الى أنّ قصائد عبد الجليل سهلة التلحين، ويعود ذلك الى احترام إيقاع الكلمة والوزن الشعري. وقد أشار أكثر من مصدر بأنّ عبد الجليل وهبي كان عنده إلمام بالموسيقى. وقد استحقّ لقب “شاعر الأغنية”، فالشعر العربيّ بالأساس هو شعر مغنّى بغالبيّته.

كما قمنا بشرح الكلمات العربيّة النادر استعمالها في اللغة العربيّة المعاصرة وهذه الكلمات أو التعابير تنتمي الى الحضارة العربيّة القديمة، وقد تميّز عبد الجليل وهبي باستعمالها وذلك لتبقى القصائد أمينة للحقبة التي تحاكيها. وهذا الأمر يدلّ على ثقافة عبد الجليل وهبي الغنيّة، كما على تمكّنه من اللغة العربيّة الفصحى وقدرته على مزج الفصحى والعاميّة في عمل واحد.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *