“رُباعیّة بیروت” … مِنَ السَّفَرِ والْغِيابْ

Views: 559

“رُباعیّة بیروت” أناشید لفارس الحَرَموني المهجري نُظمت بین 2014 و2019، وكان الكتاب ماثـِلاً للطباعة قُبيل التفجير البربري لبيروت. صدر عن دار نلسن في بيروت.

يعود ريع الكتاب لمساعدة المتضررين من تفجير بيروت من خلال مؤسسة:

LIFE Humanitarian Relief Effort. Life Generation.

Website https://lifelebanon.org

 

 

فارس الحَرَموني المهجري

 

عُمْرٌ طَالَمَا طَالَ مِنَ السَّفَرِ وَالغِيابْ

وهُوَذَا حَنِينُ العَودَةِ إلَيكِ

حَامِلاً تَعبَهُ، وعَتبَهُ عَلَيكِ

مُتأبِّطاً سِنينَهُ ومَا خَبِرْ

 

والآنَ عُمْرُ المَزَامِيرِ وَسِفْرِ الجَامِعَةِ

وَالوَصَايَا ، وَسُورَةُ مريمَ وَآلِ عُمْرَانْ

ومَوْعِظَةُ الجَلَاَلِ عَلَى الجَبَلْ

ومُدَاولَاتُ سَاحَاتِ أَثينا وتأمُّلاتُ أوريليوس

 

وابْتِهالاتُ الشُّعرَاءِ المُتَصَوِّفةْ

وَعِشْتَارُ وغِلْغامِشْ وجُبرانْ‏

ولَا يَنْسَى إبِنْ خَلْدونْ ولُمَعْ الأندلُسِ ‏

وزَادَهُ مِن كُتُبٍ وألحَانٍ ورُسومٍ

لِبَشَرٍ دَنُوا مِنَ النُّورِ فَمَسَّتهُمُ الآلِهَة

وبُعَيدَ أن تَضُمَّهُ شَواطِئُكِ

ويَحِطُّ الرِّحالَ، يُرَتِّبُ مَا حَمَلَ

يَتَصَافى مع الأيّام، يَتنَشَّقُ هَواءَ البَحرِ

 

لِتَهدَأَ النَّفْسُ وتَترَوْحَنْ‏

يُعَدِّلُ ويُنَسِّقُ جَسَدَه‏

 

يُلْبِسْهُ قُطنَا مِصْريِاً سَوِيّاً‏

يُعَطِّرْهُ بِزَيتِ الغَارِ ومَاءِ الزَّهرْ

 

لِيَنحَنِي خُشُوعاً وَسلاَماً

ويَرجُو” نَجمَةَ البَحْرِ

وأُمَّ المَعمُورَةِ الرَّؤوفةْ

وبَابَ السَّمَاءِ السَّعادَةْ

 

عَذْرَاءَ العَذَارَى

وهيَ لا مَثِيلَ وَلَا مِثَال أبَداً

كَيْ تَقبَلَ مِنهُ وَمِنكَ الكَلامْ

وَليَكُنْ بها بِوَاسِطَتِهَا”‏ (*)

 

أن يَنبَجِسَ خَلَاصُ جَمِيعِ آلِهَتِكِ

وأن يَنْداحَ بَخُورُ المَعابِدْ

وأن يَشُمَّ خَلَاصَكِ مِن مِحنَتِكِ وَيَفوحَ خَلَاصُنَا مِنَ الأنَاءِ الأَزَلِيّ.

***

(*)  صلاة لمریم

(*) اللوحة الرئيسية للرسام التشكيلي اللبناني إيفان دبس

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *