من أوجيني عبود الحايك إلى د. إلهام كلّاب: سافرت عبر أثير “أغصان وجذور” إلى عالم  الدهشة والتميّز

Views: 351

أوجيني عبود الحايك

دكتورة إلهام كلّاب المرأة القدوة، صاحبة الفكر المتّقد والروح الحرّة، الرائدة والمثابرة. لقد أُخذت بكل سطر من سطور كتابك، تعلّقت بسردك العميق والسلس، شعرت بالحنين إلى عمشيت وحاراتها العريقة حيث تفوح رائحة الياسمين، ويشمخ نخيلها، وإلى حيّ المعبور حيث يخفق القلب وتختال الذكريات.. وتسيل دموع الشوق الثائر… إلى جبيل الأثريّة، مدينة الحرف والتاريخ، والسوق العتيق، وسيّدة البوابة التي لطالما زرتها مع شقيقتي، نضيء فيها شموع التمنّي والإيمان… سمعت خطوات الاقدمين، ووشوشاتهم التي ما زالت تحاكي البحر والبحّارة… لمست حجارتها التي يفوح منها رائحة الزمن، وتزهر منها زهرة فنيقيّة شفّافة، تزيّنها بسحر لا يبهت…

سافرت عبر أثير حروفك إلى عالم الدهشة والتميّز، كنت أشعر بدفق الدماء في شرايينك، والطموح اللا محدود في خيالك الرحب، المتعطّش إلى كل قطرة من قطرات المعرفة. رأيت العرفان الكبير في كل خطوة من خطواتك إلى الوالد الحنون، المثقّف، المنفتح والكريم، الذي دمغ روحك بالريادة… وإلى الوالدة المثقلة بالقيم والحكمة، المتفانية والحنون… إلى عائلة كبيرة تربّت على الحب والعلم والاحترام فأزهرت في ميادين الحياة.

د. إلهام كلّاب

 

من فتاة يافعة حالمة تلتقط الأصداف عن الشاطئ، إلى محرّرة في جريدة المنزل الذي هو الصخرة والمنبر الأساسي، والأول الذي جعل صوتك يصدح على منابر الجامعات، ومنابر تحرير المرأة والمنابر الإنسانية، وعلى الأوراق حيث ترك يراعك بصمة مذهّبة.

في اليوم الأخير من عام ٢٠٢١ وصلني كتابك “أغصان وجذور” وفي اليوم الأول من العام الجديد ٢٠٢٢، عند الساعة العاشرة والنصف مساءً بدأت قراءته بشغف حتى الساعة الرابعة صباحًا، كما أعدت قراءة بعض النصوص متمنّية أن تطول الصفحات والسطور الغنيّة المطعّمة بالحكمة والطموح، والسفر، والحكايات، والصور الجميلة الدافئة.

سألت رب العالمين أن يمدّك بالعافية والفرح مع عائلتك الكريمة، وأن يرحم أهلك وزوجك، وأن لا يحجب نظره عن وطننا الحبيب فنعود من غربتنا ويتحقّق الحلم الذي لا يبارح أحلامنا حتّى في العاصفة الهوجاء ..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *