أمثل إسماعيل يتحدّى حقل اللغة في “قلبٌ… في أجساد عدّة”

سميّة تكجي

اذا دخلت عالم القصيدة فادخلها بكلك، حواسك، عاطفتك،  قلقك…لكن إذا اردت الدخول إلى عالم أمثل الشعري فعليك أن تتسلح بكل ذلك بالإضافة الى جرعة زائدة من الفضول و اليقظة  أيضا…!!! نعم في عالمه تحتاج جدا أن تكون يقظا و فضوليا… إذا أردت أن تقرأ وتعيش القصيدة وتحولها إلى تجربة جميلة .

يبدأ  السفر من الغلاف و اللوحة التي تتقدمه. حجارة تلتف حول قلب من حجر أيضا…لكنه بلون مغاير قليلا لباقي الحجارة، فهنا استنطاق للنبض والأمل والحياة والأراوح  المسجونة في دواخل صعبة، لكن الإطار الأخضر بلونه الخجول يفتح كوة للأمل، والأغصان الطرية ذات الأزهار والأوراق الندية تشي ببدايات و تفتح شرفات المعنى لما هو أبعد…

عن الإيجاز وكثافة المعنى وأشياء أخرى

اذا تمكنت  من إيصال المعنى بكلمة …فلماذا نكتب كلمتين. أمثل اسماعيل عمد إلى التكثيف والإيجاز من دون أن يخدش المعنى وهذا ضرب من ضروب الكتابة الوجيزة التي تتطلب مهارة عالية ، كما أنها عصرية تواكب الحديث والسريع والبعد عن المطولات التي بات القارئ يبتعد عنها ، وتم تعزيز هذه المنمنمات بكلمات عامية تعودنا سماعها في الكلام اليومي مما يساعد القارئ على التماهي المباشر فهي تصل حقيقية، صادقة فتلمس مشاعره وقد تأتي ساخرة ولاذعة فتوقظها…

المرأة القابلة للأكل … هنا توقف قليلا والتقط أنفاسك أيها القارئ ، مائدة الحب مفروشة بما لذ و طاب من الفاكهة والحلوى وأشياء أخرى.. المرأة والسفر فيها روحيا وحسيا…أليست الرغبة هي الشجرة الأجمل؟ وجسدها أبيات قصائد تبدأ ولا تنتهي…هي أفروديت التي تفتح الشرفات على عوالم الفانتازيا، الوعي، الخصوبة،  وأيضا على العذاب والخلود والزوال…

 

القارئ  في شعر المرأة أو الايروسية في قصائد الشاعر أمثل اسماعيل يتساءل  وربما تصيبه الدهشة لوفرة مفردات الفاكهة  والحلوى… لكن لنتذكر تفاحة آدم.. فالفاكهة مظهر من مشاهد الجنة والحب  لما نجده من قواسم مشتركة بينهما في الجانب الروحي كما في الجانب الحسي،  فالعيش في حالة حب  يمنح الشعور، بالجمال، والانتعاش،  والدهشة ، والمتعة… كما الحال عندما نحب فاكهة ما ونتلذذ بجمالها، برغبتنا في مذاقها وجميع ما تمنحه من انتعاش….

لا بد من ذكر ميزة مهمة في أسلوب الشاعر الذي يبتكر ويستحدث الفاظا وكلمات جديدة في اللغة وهو ما يسمى  neologismo حين نحذف، نستبدل، أو نزيد، أو نجمع عدة معان في كلمة واحدة ، وهو أسلوب مبتكر و صعب وله أربابه في الشعر، هو تحد رائع يساعد في اتساع حقل اللغة والوصول إلى حيث لم تصل الكلمة من قبل …

شاعري جدًا أن يصل الشعر إلى مكان لم يطأه حرف من قبل …