بعد الخمسين
أحمد الصائغ
قالتْ …. وقد عبرتُ الحلمَ
أشقراءُ من تبحث عنها أم سمراء
عفراء أم عنقاء أم غيداء
أخبرني يافتى …
شامية تبغي أم عراقية ، يمنية
من عدنٍ أم من صنعاء ؟
أفصحْ ….
فالعشق تفضحه عيونك ياولدي
مهما حاولت وحاولت الإخفاء
فصوتُها في قلبك مسموع
وتردده الأصداء
أطلت السكوت يا ولدي
وضاق لحزنك قلبي والأحشاء
قلتُ … بعد أن طال صمتي
ولم أجد بدًا من الإفصاح:
رفقا بقلبي أيتها الحوراء
فأنا عبرت بحارًا وبحارًا
وما زلت في طرق البحث مضاء
وأخذت من دروب الحياة أوعرها
وبحثت في كل المحطات
وعبرت دروبًا موحشة ظلماء
وجزر صادفتها ، ومدن هجرتها،
ومحطات عبرتها
وسواحل تحتضن الشمس بكبرياء
منذ ألف عام يا اُمي …
وأنا أبحث
في كتب التاريخ الناطقة والخرساء
عن أميرتي الغافية
في حدائق يبللها الندى صبحًا
فيقطر من شفتيها الماء
أغلقتُ الأبواب يا أمي
في الخمسين مرغماً …
وأيقنت، ليس للقلب مع العشق لقاء
وأطفأت مصباح غرفتي
فلا جدوى من انتظارٍ
ورصيد أيامي قارب الإنتهاء
وأسدل الخريف على عمري ألف ستار
وآمنت بأن قدري هذا والقضاء
ودون موعدٍ … أشرقت شمسها
وتسلل الدفء في روحي حياةً
فسبحان ربي مغيّر حكم القضاء
وقد جعل ربيعها بالحب يسبق الشتاء
ويخضرّ عود العشق بداخلي
بعد يأسٍ وانقطاع ورجاء
أيها الحب أمطر
دهراً … بل دهوراً
فصحراء القلب عطشى للإرتواء
أيتها الايام خذي كل الليالي
والعذابات
من سنين الحزن وساعات الشقاء
فاليوم ليس بعد الصبح ليلٌ
وليس بعد الضياء إلا الضياء
وليس لي عطر غير عطرها
ولا لغير رحيق شفتيها من إشتهاء
فعبرنا على ضلوع الجسر خلسةً
وإيقاع قلبينا يتسارع
خوفاً …
أم من فرحة اللقاء ؟؟؟
سهرنا … لهونا … رقصنا وضحكنا
ولا نعرف صبحًا
حلّ علينا أم مساء
وسكرنا معًا بكأس الهوى
وليس لخمر الحب في قلبينا من انتهاء…
***
(*) مواليد عام 1962 العراق / مدينة الكوفة
– مدير مؤسسة النور للثقافة والإعلام في السويد
– رئيس اتحاد الجمعيات العربية في جنوب السويد ((ARISS))
– صاحب الامتياز ورئيس مجلس ادارة جريدة نور العراق
– رئيس تحرير مجلة النور التي تصدر في السويد
– عضو نقابة الصحافيين العراقيين
– عضو بيت الصحافة العراقي