أين هم هؤلاء الأشاوس؟

Views: 267

خليل الخوري 

أمام هول تداعيات الصعود الهستيري في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي والانهيار المهول الذي تسجله الليرة اللبنانية، تبدو هذه «الفجيعة» المالية كأنها تُدار في بلد آخر وليس في بلدنا. إذ تكفي نظرة بانورامية الى هذه الحال ليتبين غياب «السلطة» (… وأي سلطة؟!.) في سدة المسؤولية وهي غير معنية على الإطلاق بمعاناة الناس الذين وصلوا الى الفقر المدقع، في وقت يجدد الدولار أجنحته ليحلّق أعلى فأعلى من دون أي أفق منظور لوقف هذه المأساة البشعة التي لا نعرف ما اذا كان شعبنا يستحقها ليس فقط بخنوعه للفقر والإذلال والبهدلة مع الجوع والعوز، بل أيضاً بسبب تجديده للقيادات المنافقة التي تبيع منه الوهم، ليجد نفسه – أمام الحقيقة – قابضاً على الجمر وليس فقط على الريح؟

فأين هو وزير المالية الذي لا يُسمعنا رأياً ولا يرينا موقفاً، وكأنه غير معني بهذا الأمر الجَلَل، مع أنه في صلب صلاحياته؟

أين رئيس الحكومة لا يشكل «خلية طوارئ» لمواجهة هذا الانهيار، ولو مجرّد محاولة المواجهة؟

وأين الحكومة مجتمعة التي تجد ألف مبرِّرٍ ومبرر كي تجتمع بدعوى القضايا الملحة، وهل أكثر إلحاحاً من هذه الكارثة الاجتماعية؟ وأين مجلس النواب لا ينشط تحت عنوان أوحد هو: كيف يمكن وقف هذا التدهور المروِّع الذي يسحق الناس ويطحنهم؟ واذا كانت بداية الحل بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، فليتخلّ النواب عن أنانياتهم ونكاياتهم وصغائرهم… وليفعلوها؟

أين النواب الذين خرُبت البلاد حتى وصلوا الى ساحة النجمة، فإذا بمعظمهم أسوأ بكثير من التقليديين، على الأقل فهؤلاء الأخيرين لدى بعضهم ذرات من خفة الظل؟

أين القيادات التي وعدتنا بأنها تريد وهي قادرة إذا نجحت بالانتخابات، ثم أخبرتنا أنها أصبحت الأكثرية المزعومة، ليتبين أنها فاشلة وتُراكِم الفشل على الفشل؟

أين الاتحاد العمالي العام، وعشرات الاتحادات العمالية التي استفرخوها كالفطر، لتكون في جيوب مسؤولين؟

وأين، وأين، وأين هم هؤلاء الأشاوس جميعهم؟

من أسف وحزن وقهر نُجيب: إنهم هنا يتنعمون، والناس ترسف في الذل والمهانة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *