معقودة اللسان

Views: 251

 منى دوغان جمال الدين

حينما سال حبر السفهاء على الاوراق الصفراء، اصبحت الحروف معقودة اللسان. اصيبت بشلل، تراكمت مع الزمن؛ فباتت تعيش هذيان ماض لن يعود، تبكي على الاطلال، تئن من مرض عضال لا دواء له.

هي، بالأمس، كانت ارجوحة الكلمات المنثورة على دروب الشعراء، كانت الوميض الذي يشع نورا في عيون القراء والادباء، كانت تهمس الفرح والسرور في ارواح تطيبت بقدسية الكلمات، وتلملم جراح المحزون على عتبات الحبيب المتيم.

هي، بالأمس، كانت عقد ياسمين، يفوح منه عبق القوافي، يسافر مع النسائم على بساط الريح، يشدو الاندلسيات ومواويل المساء فيحيي السهرات على أدراج بعلبك وبترا، وتتطاير الكلمات كلما لامس عباقرة الموسيقى اوتار القيثارة والبزق والقانون.

هي بالأمس، كانت ايقونة الدواوين والمعاجم، كانت تحفر بسيفها مجد تاريخ شعوب وشرف اوطان.

كانت تارة تغازل ريشة الكاتب فتنسج بطيبها الحكايات والروايات وتارة اخرى تعانق القلم، تراقصه ليلا وعند الغسق، ترمش بعينيها اسرار سحرها.

ايتها الفاتنة الحالمة، عودي الينا، عودي الى احضان امجاد الامم، اضيئي بسراجك دروب الاحبة، سطري رموزك على شموخ الجبال وطوقي بشعلة انتصارك الليالي المظلمة.

***

*مقتطف من اصداري الجديد “شذرات”

 

 

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *