ندوة حول ميثاق الاعتدال لبناء دولة في لبنان: منصة وطنية علمية مستقلة ورؤية واقعية تنفيذية يترجمها المعتدلون للدفاع عن الوطن وكرامة المواطن

Views: 233

نظم المركز الدولي للراسات الاستراتيجية والاعلام ندوة بيروت الدولية 2022 بعنوان “ميثاق الاعتدال، لبناء دولة في لبنان”، في قاعة المؤتمرات في جامعة القديس يوسف في بيروت، في حضور السفير اسامة خشاب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون،   مطران بيروت بولس عبد الساتر ممثلا  البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ، ومطران بلاد جبيل وكسروان ميشال عون . كما حضر ممثلون عن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابو المنى والسيد علي فضل الله ووزير التربية عباس الحلبي.
 
كما حضر ممثلون لسفارات كل من سويسرا ومصر وفرنسا وتونس والبرازيل وكندا، سيسكيا رامنغ ممثلة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان ونواب سابقون، وممثلون للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ومدير مخابرات الجيش طوني قهوجي، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وقيادات امنية وعسكرية، نقيب الاطباء وممثلون لنقابات مهن حرة وشخصيات سياسية واعلامية وقضائية ودينية وثقافية وعسكرية وقادة رأي من احزاب سياسية ومبادرات ومنصات.
 
دكاش

افتتحت الندوة التي عقدت باللغتين العربية والانكليزية مع ترجمة فورية بالنشيد الوطني، ثم تحدث رئيس جامعة القديس يوسف البروفسورالأب سليم دكاش، مؤكدا “دور الجامعة الرائد والطليعي في دعم النشاطات العلمية لثقافة الحوار وفكر الاعتدال والدور الأساس في بناء الجيل الجامعي ليساهم في بناء وطنه، واصلاح بنيوي يتمثل في إعطاء القطاع التربوي المقومات المادية والمعنوية لتفعيل العمل”، مشيرا الى “ضرورة تحسين جودة التعليم التي تعكسها مهارات المواطنة وأساليب التدريس والتقييم ومؤهلات المعلمين والبرامج، وهذا الأمر يستند إلى فلسفة تربوية، محاسبة واضحة، استراتيجية متماسكة وخطة عمل متوازنة”.

معوض

من جهته، قال  رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت  LAU البروفسور ميشال معوض، في كلمته، أن “التجارب التاريخية أثبتت أن للاعتدال فوائد عملية ممكن للمجتمع ان يجنيها بقدر أخذه بمفهوم الاعتدال وبناء مؤسساته على اساسه. ومن اهم هذه الفوائد:
– خلق ارضية موأتية للديمقراطية وفصل السلطات، وتكافؤ الفرص واتاحة المجال للنمو وتحقيق الذات امام الافراد والجماعات والمجتمع.
– تدني حجم الضرر المعنوي، وارتفاع احتمال وصول الشخص المناسب الى الموقع المناسب.
– خلق فرص للتصحيح الذاتي امام المجتمع، وتشجيع الابداع والابتكار وحماية الملكية الفكرية.
– حرص الجميع على مسؤوليتهم المدنية تجاه الوطن والصالح العام بعيدا من المصالح الشخصية والعائلية والطائفية”.
 
وختم: “ان مهمة وضع ميثاق اعتدال يهتدي به المجتمع اللبناني هي مهمة ديناميكية تخضع لمنطق التطور والتكيف الدائمين مع مسارات ومآلات عديدة داخلية وخارجية يفرضها منطق التحديث والعصرنة”.
 
كيوان

وأشارت الأستاذة الجامعية المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية – جامعة الدول العربية، الدكتورة فاديا كيوان الى أن “هناك ضرورة ماسة لاستكمال اتفاق الطائف عبر الحوار والتفاوض بين اللبنانيين للاتفاق على المواضيع الخلافية التي اما لم يعالجها اتفاق الطائف او أن معالجته لها تجاوزها الزمن”.

وسألت: “أي هوية نريد للبنان وأين هو موقعه ودوره في المنطقة وفي العالم، وقالت: “السياسة الدفاعية والسياسة الخارجية هما مسألتان شائكتان لأن الخلاف حولهما عميق في لبنان. واذا اراد اللبنانيون المحافظة على الكيان اللبناني بعد مئة سنة على تأسيس لبنان الكبير، وجب عليهم أن يبتعدوا عن منطق الغلبة وكذلك عن المغالاة والتطرف في علاقاتهم الخاصة مع الخارج.
وحده الموقع الوسطي ينقذ لبنان ويوجد شعبه. هذا الموقع الوسطي، يسميه البعض النأي بالنفس والبعض الآخر الحياد. أيا كانت التسمية والاعتدال هو النهج الذي يشكل سياج تحمي به لبنان”.
 
عواد

ورأى رئيس المركز الدولي للراسات الاستراتيجية والاعلام العميد الدكتور علي عواد أن “على اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، وعلى كل من يريد أن يعين لبنان للنهوض من انهياره واعادة بناء الدولة، ان يساعد على محورين:
– محور معيشي ضيق حتى لا يصاب الفرد اللبناني بظاهرة “الكسل النفسي” ويعتمد على المساعدات السهلة.
– محور فكري واسع: تنفيذ برامج فكرية تثقيفية على مساحة كل الوطن، برامج تغرس منظومة القيم وفي مقدمها المواطنة والاعتدال والأخوة والحوار والسيادة، كما تغرس ثقافة الرفض والتغيير”.
 
وقال: “من أجل مواجهة الواقع الراهن، رسم ميثاق الاعتدال فكر الدولة في محورين متلازمين: بناء ثقافة تربوية وطنية، واصلاحات بنيوية متاحة، لتتضامن  وتجتمع كل القوى والمبادرات والمنصات الوطنية التغييرية المستقلة الجدية والهادفة حول “ميثاق الاعتدال”..هو أول مبادرة علمية وطنية مستقلة تضع رؤية استراتيجية هادفة تحترم ثوابت الدستور اللبناني من أجل بناء الدولة”.

سلام

والقى  رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام كلمة اعتبر فيها “ان يقظة الاعتدال وحدها يمكن ان تجنب اللبنانيين من الاقامة في ظل الدولة الفاشلة، وقد لاحت بوادر هذه اليقظة قبل عقد من الزمن، عبر التوصل إلى إعلان بعبدا، بموافقة كل الأطراف الحزبية والسياسية الوازنة في البلد، ولكن هذه اليقظة سرعان ما أجهضت بعد تنصل مكون أساسي من إلتزاماته في الوثيقة الوطنية”.
 
وقال: “الواقع أن إعلان بعبدا شكل فرصة ذهبية للبنان لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة السوداء من الإنحدار والإنهيارات المتتالية، خصوصا وأنه حظي بترحيب الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين، وأصبح وثيقة معتمدة في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية”.
 
سيور

وقالت المتخصصة الخبيرة في علوم وشؤون الاصلاح الاداري والتخطيط للمؤسسات الحكومية دانا شديد سيور: “صوت انتفاضة 17 تشرين الثاني 2019 دعا قبل كل شيء إلى حكومة ديموقراطية ينتخبها تخضع لمبدأ المحاسبة، حكومة تحمي الحقوق الفردية”.
 
وأكدت سيور “ضرورة إصلاح بنيوي يتمثل في ما يلي: انشاء أو تفعيل دور وحدة مركزية تابعة للحكومة تعمل على تعزيز التنسيق الأفقي في عملية صنع السياسات الحكومية الداخلية والخارجية وتقديم التحاليل والدراسات العلمية والبراهين ونشر القرارات ورصد تنفيذها، والمباشرة بتصميم وتنفيذ برنامج للتطوير البرلماني، انشاء قاعدة معلومات مركزية لجميع موظفي الدولة، تشكيل دور فريق عمل مركزي مهمته تعزيز اللامركزية الادارية على مستوى المحافظات والبلديات والبناء على ما تم انجازه في برنامج الحكومة الالكترونية، وباجراء تقييم لمعالجة اسباب عدم تفعيل قانون حق الوصول للمعلومات وأخذ الاجراءات اللازمة لاتمام تنفيذه بشكل فعال”.
 
البيان الختامي 

اختتمت الندوة بتلاوة العميد الدكتور عواد البيان الختامي التالي: 
 
“أولا- انعقد “مؤتمر جنيف الدولي الأول 2021 ”  بعنوان “ميثاق الاعتدال، لبناء دولة ووطن في لبنان”، 8 و9 تشرين الثاني في جامعة جنيف، بمبادرة علمية موضوعية مستقلة لوضع رؤية استراتيجية واحدة لمفهوم انتفاضة العدالة 2019 بهدف تحقيق إصلاحات بنيوية في لبنان من أجل بناء الدولة.
 
انعقد المؤتمر تأسيسا على جوهر الانتفاضة التي جاءت ردة فعل شعبية عامة على سياسات مزمنة أدت الى بروز بوادر انهيار الدولة والحريات العامة وحقوق الانسان. فقد وضع الواقع المأساوي اللبنانيين أمام تحد وطني تاريخي دفعهم الى التظاهر في كل ساحات الوطن للمطالبة المشروعة ببناء دولة القانون وتأمين حقوق المواطنين بأخوة وعدالة ومساواة.
 
تحدث في المؤتمر خبراء علم وفكر ودولة وضعوا الرؤية الاستراتيجية والاصلاحات البنيوية من اجل انقاذ “لبنان – الدولة” و”لبنان-الوطن”، معتبرين ان عدم تنفيذها سيؤدي إلى التحلل التدريجي لمقومات وجود الهوية والانتماء والدولة والكيان .
شكلت هذه الرؤية مسارا علمياانقاذيا وطنيا مستقلا يحترم ثوابت الدستور اللبناني.
 
ثانيا- انعقدت “ندوة بيروت الدولية 2022 حول لبنان” في قاعة مؤتمرات جامعة القديس يوسف في العاشر من شباط (فبراير) 2022 بمبادرة علمية مستقلة استكمالا لمؤتمر جنيف الدولي 2021 وتأكيدا على المسار الانقاذي الذي شكلته رؤية “ميثاق الاعتدال” الاستراتيجية الوطنية.
 
شارك في الندوة مرجعيات حكومية وغير حكومية، قيادات حزبية، قوى ومبادرات ومجالس ومنصات تغييرية من المعارضة الوطنية، مؤسسات ومنظمات وطنية وعربية ودولية، سفارات وممثليات ومنتديات ثقافية، منظمات انسانية ووسائل اعلام، بالاضافة الى قادة رأي وخبراء علم وفكر ودولة ومثقفين من قطاعات سياسية،اقتصادية،اجتماعية، نقابية،اعلامية، دينية،اغترابية وعسكرية.
 
تحدث في الندوة خبراء علم وفكر ودولة، فأكدوا ان جوهر “انتفاضة العدالة” هو مفهوم وطني طويل المدى ويتطلب قبل كل شيء بناء خمس ركائز اساسية سيقوم عليها الرأي العام التغييري العامل الى جانب قادة الرأي التغييريين: ثقافة الانسان في المواطنة والحريات العامة ومنظومة القيم الانسانية، ثقافة “الحوار الصلب” الذي لا يتنازل عن الثوابت الوطنية، ثقافة “الرفض الوطني” من أجل التغيير البنيوي، فكر بناء دولة الدستور والسيادة والعدالة الاجتماعية، والعمل بالموازاة على انجاز اصلاحات بنيوية في مختلف قطاعات الشأن العام وفق توصيات مؤتمر جنيف 2021 حول لبنان.

ثالثا – لا دولة ولا وطن من دون منظومة قيم، لا يجب بناء الحجر واهمال بناء البشر، حتى لا يأتي يوم يعود فيه البشر الى تدمير الحجر الذي بنيناه .. وبالتالي يعمل “ميثاق الاعتدال”  بأسلوب استراتيجي تراكمي هادف عبر التواصل مع المرجعيات الوطنية والدولية والدبلوماسية، القوى والمبادرات والمنصات التغييرية وكل المؤسسات ذات الصلة، لاطلاعها على ثلاثة مراجع مكتوبة بهدف الدلالة العلمية على المسار الموضوعي الجامع للرؤية الاستراتيجية الموحدة ل “ميثاق الاعتدال” من أجل ترجمة واقعية لمفهوم “انتفاضة العدالة 2019” للتغييرالحقيقي المستقبلي وبناء الدولة، والمراجع هي: كتاب “مؤتمر جنيف الدولي 2021 حول لبنان”، كتاب “ميثاق الاعتدال لبناء دولة في لبنان” باللغات: العربية والانكليزية والفرنسية، كتاب “انتفاضة العدالة، يوميات الأحداث والمواقف”.
 
رابعا- يشكل “ميثاق الاعتدال” منصة وطنية علمية مستقلة، سيعمل المعتدلون اللبنانيون على اكتمال تعميمه على  كل المرجعيات ذات الصلة. كما يشكل رؤية واقعية تنفيذية يترجمها  اللبنانيون المعتدلون في الساحات والمنتديات من أجل الدفاع عن الوطن وكرامة المواطن وحقه بالعيش الكريم في دولة عصرية. “ميثاق الاعتدال” سيترجم على أرض الواقع – في مبادئه وأهدافه ومدونة سلوكه ومجالات عمله المحدد بتفاصيل تنفيذية واضحة – سيترجم جوهر “انتفاضة العدالة 2019″ كمفهوم نضالي طويل المدى يجب دعمه ورفده مهما كانت نجاحات أو اخفاقات قادة الانتفاضة وداعميها ومحركيها! فقضية الانتفاضة شيء والشخص العامل لأجلها شيء آخر، الأولى مقدسة أما الثاني فهو غير مقدس، الأولى أبدية لا تحاسب ولا تدان، أما الثاني فهو ظرفي ويحاسب ويدان”.
 
خامسا- ان فعل التغيير الحقيقي يتطلب عملا تراكميا بعيد المدى وتضحيات متواصلة ونكران ذات، لأن المرحلة الراهنة ستطول وستبقى جاثمة بثقلها على كل الوطن لمدة طويلة في صعوبات كبيرة وتجاذبات سياسية مدمرة.. الأمر الذي يفرض علينا وضع هذه الرؤية الاصلاحية البنيوية من أجل بناء الانسان القادر على فعل التغيير على مساحة كل الوطن.
 
سادسا- ان المعتدلين اللبنانيين يؤيدون “ميثاق الاعتدال” ويتفاعلون معه وفق قيمه وثوابته ورؤيته، ويعتبرون أنه يشكل رؤية واقعية غير تنظيرية ومسار تنفيذي موحّد ومساحات مشتركة موحدة لكل القوى والمبادرات التغييرية الوطنية اللبنانية.
 
سيعمل المعتدلون اللبنانيون على تجنب وصول الوطن الى مرحلة قاتلة عنوانها: سيطرة العنف وغياب فكر الاعتدال والحوار.
 
ان المعتدلين اللبنانيين سيبقون ملتزمين عاملين من أجل دولة الدستور والحريات العامة والسيادة والعدالة والحريصة على الوحدة الوطنية والاستقلال، مخلصين ل”ميثاق الاعتدال” من أجل بناء دولة الجمهورية اللبنانية  في الوطن اللبناني”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *