الحب في بيروت Online Offline… “حنين”

Views: 625

عطالله السليم

 

صيف عام ٢٠١٠ كان كل شيء هادئًا. لم تكن نسائم الربيع العربي قد هبّت بعد لملاقاة آلاف الحالمين بالعدالة والحرية والكرامة. انتسبت حينها إلى حلمها قبل أن يأتي ربيع آخر لننتسب إليه بالشغف نفسه! على الرغم من دخولنا الجامعة نفسها وتخرجي منها عام ٢٠٠٩ إلا أنّ معرفتي بها تطورت بشكل غريب بعد تخرّجنا من الجامعة وفي رحاب العالم الافتراضي لا الحقيقي. لم أعد أذكر من أضاف الآخر على الفايسبوك إلا أنّ علاقتنا نمت هناك وأحاديثنا المتقطعة عبره ستكون أطول من لقاءاتي معها والتي تميزّت جميعها بالسلبية.

لم أستوعب وقتها أنها تريد أن تبدأ قصةً عاطفية معي فنمط حياتها يختلف كثيراً عن نمط حياتي ولا أستسيغ عادةً الفتيات البورجوازيات. كنت أمارس هزلاً شديداً بحقّ حياتها المملة ومعتقداتها اليمينية وأفكارها البسيطة وأصدقائها السخيفين وكانت تحبّ كيف أتهكم على كل تلك الأمور فيما لا يجرؤ الاخرون على فعل ذلك الأمر. حينها كنت لا أزال أتنفّس قصة حب تاريخها بدأ عام ٢٠٠٥!  لذلك لم يكن لا قلبي ولا عقلي مستعدّين لقبول دخول حنين إلى عالمي العاطفي. هنا بدأت كل القصة التي ستقرأون أحداثها. فالفتاة الخارقة الجمال التي ما إن تتكلم مع شاب حتى يثار بدت لها هذه القصة مغايرة لأنّ الشاب لم يُثر خلال تلك اللحظة الا أنه من شدّة ما أثارته لاحقاً ظلّ يفكّر فيها لمدّة ثماني أعوام متتالية دون كلل أو ملل.

حنين فتاة جميلة جداً. كانت تخال جسمها سميناً بعض الشيء فيما الحقيقة أنها وقعت ضحية العالم الرأسمالي المتوحش والذي للأسف يفرض على الفتيات معايير جمال موحدّة بفعل قوة الإعلام والإعلان. لقد أحدث هذا الأمر ضرراً نفسياً كبيراً عليها وأثّر بشكل كبير على علاقاتها الشخصية والعاطفية. ظنّت أني أتكلّم معها بسبب شفقتي عليها أو لأني قد أستغل وضعها. ربما فعل الآخرون هذا الأمر معها إلا أنني يستحيل عليّ فعل هذا الأمر بسبب تربيتي البيتية أولاً والحزبية ثانياً. بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٣ أخذتْ قراراً بعدم الحديث معي إلا أني واظبت على إرسال لها كل ما يخطر في بالي. وخطر في بالي مئات المقالات والقصائد والخواطر والأغاني والعبارات لعلها تنفع في رسوّ قلبي على مينائها. لم أوفق في الحصول على أي جواب منها طيلة عام ٢٠١٢ إلا أنّها كتبتْ لي رسالةً عام ٢٠١٣ سيكون لها وقعٌ مزلزل عليّ منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.

***

*من كتاب “الحب في بيروت Online Offline” الصادر حديثًا عن دار نلسن-بيروت

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *