أكتُبُني حينَ أحبَبتَني… رسالةُ  صمتٍ  ورحيلْ

Views: 289

د. يسرى البيطار

مساءُ  الخيرِ  والسِحْرِ  في  يومِ  سَحَرْ .

أكتبُني  حينَ  أحبَبتَني،  رسالةُ  صمتٍ  ورحيلْ .  فيا  لَلمُفارَقة  !

كيفَ  تغدو  الكتابةُ  صمتًا ،  والحبُّ  رحيلًا ؟ وأنتِ أيتها  الجميلةُ  يانِعةٌ ، يانِعةٌ بدَيمومةِ  الحبِّ الأبديّ .

تَكتبين ، وفي البَدءِ  كانَ  الكَلِمة ، وتَحترِقين ، حتى  يَبلغَ الصمتُ  مُنتَهاه .

دائمةُ  السفَرِ  أنتِ يا صديقتي، ودائمًا  خارجَ حدودِ  الحواس .

فها  أنتِ حينًا  حيثُ اللهفة ، وحينًا حيثُ  لا حدودَ  ولا  وَجَلْ، وحينًا  فوقَ  أديمِ  السماءْ .

وأراكِ  ، تحمِلينَ  ريشةَ  الرسّام ،  حينًا  تَرسُمينَ  خيوطَ  الأملِ،  وحينًا  تَرسُمينَ صورةَ  الغيابْ .

سَحَر  حيدر ،  أيتها النقيّةُ  المعمَّدةُ  بمَيرونِ  المحبةِ والوفاء،  ألَيسَ الألمُ  طريقَ الخلاص ؟

وحينَ  يحترقُ  بكِ الشوق ، ويلفُّكِ  البكاء، تستَكِينينَ  بصَمتِ  القِديسينْ .

نعم ، هي المسامَحةُ  التي  لا تعرفُ الغضبَ،  ولا تعرفُ  الانتقام.

سَحَر حيدر، تستَكِينينَ  إلى الرحيل. 

 أإلى  هذا الحدّ  بالِغٌ  بكِ  التعب؟

وأراكِ ، تتحدّثينَ  عن روحِكِ  الجميلةِ  بصيغةِ  الغائبة . فلماذا  تُغَيّبِينَ  المحبةَ  حتى تناشِدَ الموتَ ليَحمِلَها  إلى الحبيب ؟

ولماذا  تَرضَينَ  نشوةَ  لقائِهِ  في الموت ؟

فهل  صدقَ  الشاعرُ  حينَ قال :  تعبٌ  كلُّها  الحياة ؟

مباركةٌ  أنتِ  يا ابنةَ  البقاع ، التي  قدّمتِ  لنا  كتابًا  عميقًا  بفِكرِهِ ،  مُحَلِّقًا  بالعاطفةِ  الصادقة ، ساحرًا  يَأسِرُ  القلوبَ  بكلِّ  نصٍّ  حتى  نهايتِهِ .

وبَعد،  لا نريدُ  لكِ  الموت،  بل  نريدُ  الحياة .

وتَستكينِينَ  على  كَتِفِ  العِشقِ  الراسِ .

وشكرًا

***

*ألقيت في حفل توقيع كتاب الدكتورة سحر حيدر “أكتُبُني ….حين أحببتني” (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الثقافي) في الجامعة الانطونية -البقاع.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *