أكتُبُني حينَ أحبَبتَني… رسالةُ صمتٍ ورحيلْ
د. يسرى البيطار
مساءُ الخيرِ والسِحْرِ في يومِ سَحَرْ .
أكتبُني حينَ أحبَبتَني، رسالةُ صمتٍ ورحيلْ . فيا لَلمُفارَقة !
كيفَ تغدو الكتابةُ صمتًا ، والحبُّ رحيلًا ؟ وأنتِ أيتها الجميلةُ يانِعةٌ ، يانِعةٌ بدَيمومةِ الحبِّ الأبديّ .
تَكتبين ، وفي البَدءِ كانَ الكَلِمة ، وتَحترِقين ، حتى يَبلغَ الصمتُ مُنتَهاه .
دائمةُ السفَرِ أنتِ يا صديقتي، ودائمًا خارجَ حدودِ الحواس .
فها أنتِ حينًا حيثُ اللهفة ، وحينًا حيثُ لا حدودَ ولا وَجَلْ، وحينًا فوقَ أديمِ السماءْ .
وأراكِ ، تحمِلينَ ريشةَ الرسّام ، حينًا تَرسُمينَ خيوطَ الأملِ، وحينًا تَرسُمينَ صورةَ الغيابْ .
سَحَر حيدر ، أيتها النقيّةُ المعمَّدةُ بمَيرونِ المحبةِ والوفاء، ألَيسَ الألمُ طريقَ الخلاص ؟
وحينَ يحترقُ بكِ الشوق ، ويلفُّكِ البكاء، تستَكِينينَ بصَمتِ القِديسينْ .
نعم ، هي المسامَحةُ التي لا تعرفُ الغضبَ، ولا تعرفُ الانتقام.
سَحَر حيدر، تستَكِينينَ إلى الرحيل.
أإلى هذا الحدّ بالِغٌ بكِ التعب؟
وأراكِ ، تتحدّثينَ عن روحِكِ الجميلةِ بصيغةِ الغائبة . فلماذا تُغَيّبِينَ المحبةَ حتى تناشِدَ الموتَ ليَحمِلَها إلى الحبيب ؟
ولماذا تَرضَينَ نشوةَ لقائِهِ في الموت ؟
فهل صدقَ الشاعرُ حينَ قال : تعبٌ كلُّها الحياة ؟
مباركةٌ أنتِ يا ابنةَ البقاع ، التي قدّمتِ لنا كتابًا عميقًا بفِكرِهِ ، مُحَلِّقًا بالعاطفةِ الصادقة ، ساحرًا يَأسِرُ القلوبَ بكلِّ نصٍّ حتى نهايتِهِ .
وبَعد، لا نريدُ لكِ الموت، بل نريدُ الحياة .
وتَستكينِينَ على كَتِفِ العِشقِ الراسِ .
وشكرًا
***
*ألقيت في حفل توقيع كتاب الدكتورة سحر حيدر “أكتُبُني ….حين أحببتني” (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الثقافي) في الجامعة الانطونية -البقاع.