صدور كتاب “الحجّ إلى مُونيخ” لـ محمّد خريّف

Views: 353

 

تونس- هادي دانيال

صَدَر حديثاً في تونس عن دار الشنفرى للنشر والتوزيع كتابٌ سَرْديٌّ جديد للكاتب التونسي  محمّد خريّف بعنوان “الحجّ إلى مُونيخ: عمرة في سجون ما قبْل الفيريس”، بغلاف للفنّان السوري رامي شَعبو.

 هذا العمل الجديد الذي نفتتح به سلسلة “أدب الرحلة” في إصدارات دار “الشنفرى للنشر”،  يُضاف إلى المدوّنة السردية المتميّزة للروائي التونسيّ الكبير محمّد خريّف، وعدا عن كونه يصدر عن ذات مثقفة وموهبة كبيرة فإنّه ينبض برؤية خاصة لشأن كونيّ راهن هو اضطراب البشريّة تحت وطأة جائحة الكوفيد19، هذا الطارئ الجديد الذي بدأ يعكس ظلاله على ثمار الآداب والفنون الطازجة عبر العالم.

في الوقت نفسه نتعرّف على انعطافة أسلوبيّة على مستوى النسج اللغوي لكاتبنا محمّد خريّف، نأمل أن يتوقّف عندها النقّاد الذين عرفوا نمطاً أسلوبيّاً معيّنا في أعمال الأستاذ خريّف الروائيّة جعلَ مِن اللهجة التونسيّة بمفرداتها المهجورة والمتداوَلة وتركيباتها الطريفة خيطاً أساساً في النسج اللغوي الذي تشفّ عنه سرديّاته الروائية ويشف عنها في الآن نفسه .

 يقع الكتاب في 128صفحة، قياس 15/21سم، مؤلّفاً مِن عشرين فصلاً على النحو التالي: ديباجة المسافر، من سجون الرحلة البافارية: سجن اللغة، من شتات السجون الأخرى، سجن الأحلام، سجن الحداثة وما بعدها، من سجون المعالم والأعلام، من سجون القيم والمثل: معالم الحماسة ومجازاتها، من سجون اليوميات أخبارا وأراجيف، من سجون القيام والقعود، من سجون العودة وهواجسها، من سجون الصراط المستقيم، من سجون الخدعة العلاماتية، من سجون المقدّس والمدنّس، من سجون الحطّ والترحال، في القطار من مونيخ إلى فرانكفورت، من سجون الصراط إلى سجون المعراج، من سجون الانقياد إلى الجنّة بالسلاسل، من بلكون مونيخ إلى بلكون الحمّامات،، من سجون المفارقات، من توابع الحجّ وزوابعه.

سعر النسخة الواحدة من الكتاب: 12دينارًا تونسيًا، ومتوفر في العاصمة التونسية بمكتبة “المعرفة”-ساحة برشلونة، ومكتبة “بوسلامة”-باب بحر، ومكتبة “العيون الصافية” – خلف وزارة المرأة، وفي مدينة أريانة بكتبة “العيون الصافية” بالمنزه السادس-شارع أو لبابة الأنصاري، وبمكتبةCopie-حيّ النصر.

نقتطف من أجواء الكتاب:

 “كنّا ونحن نتأهّب للسفر نسمع بفيريس الكورونا دون أن نراه ولم يكن هو بالمعيدي على إيقاع المثل، فلمْ نولِه في البدْء اهتماما كبيرا، لذلك قلنا فلنسافر وخلّها على الله ،ونحن ندّعي المغامرة مغامرة السّفر إلى أوروبا كما فعلنا في بداية الثمانينات، حيث كانت وجهتنا بيريقور الفرنسيّة عبر جنوة الايطالية فجمعنا، آنذاك، بين  متعة السفر بالباخرة والقطار فالطائرة، لكن في هذه المرّة لم تكن نشوة التذكر بمنأى عن الشعور بكدر التخوّف من خطر الآتي من بعيد،  وإنْ لم نتوقّع أنّ للفيريس سجونا تمنع زائر مونيخ من القيام بطقوس التطهّر من أدران الأراجيف بالتأمّل والتفكير لا بالاغتسال والتيمم والعوذ من الشيطان ولا رجيم خارج اللسان، فقلنا دعنا من رواية الأوهام  ولننعم بنعيم الجنان جنان الأرض ترويها السواقي والبحيرات والهضاب تخترقها الأنهار وهي لا تضنّ عليها بالاخضرار متعدّد الألوان، كنا هكذا كما قلت نسمع بالفيريس ولا نراه، ولا نحبّ أن نراه..”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *