مكتبة الـ “واي إن” تقفل أبوابها في شارع الحمراء ومعالم المدينة تضيع

Views: 717

سليمان بختي

مكتبة جديدة تقفل أبوابها في شارع الحمراء رأس بيروت. إنها مكتبة الـ “واي إن” ذات الدرج الطويل الذي يفضي  إلى رفوف الكتب والمجلات والصحف.وهكذا يفقد الشارع شيئا فشيئا بعضا من طابعه ورونقه وهويته الحضارية.

مكتبة الـ “واي إن” أسسها أمل صادر عام 1971 وها هي بعد أكثر من نصف قرن تضيع مكانها في الشارع. ولكن ما السبب الرئيسي للإقفال؟

بحسب زياد أمل صادر ابن المؤسس فإن الإقفال يعود إلى تعرض والده الى نكسة صحية ألزمته البيت. وهو الذي كان يعشق المكتبة ويعمل 364 يوما في السنة. وكانت المكتبة جزءا أساسيا من روحه وحياته وتزجية لوقته ونقطة لقاء الأصدقاء والمعارف.

أما السبب الثاني للإقفال برأي زياد فيعود “الى الأوضاع الاقتصادية التي راحت تتدهور منذ 2019 ومعها تغيرت الأوضاع العامة في البلاد واهتمامات الناس وأفكارهم”.

ينظر زياد الى الرفوف الفارغة بأسى ويقول:” هذا المكان يعني لي الكثير. هنا نشأت وشقيقي ولنا الكثير من الذكريات الجميلة والأيام الحلوة. نشعر بالخيبة والإحباط ونخاف من الأيام الآتية. أحب هذا الشارع وأهله ولهم في القلب والذاكرة وعِشرة الأيام كل الخير والمحبة”.

كل مكتبة هي أكثر من مكان لبيع الكتب. هي المكان الذي يحترم المعرفة والصداقة ومعلم من معالم المدينة، وعندما تضيع هذه المعالم في الشارع أو في المدينة، وعندما تغيب الوجوه الأليفة ألا يتحسس المرء بعض وجوده. وإذا كانت المكتبات تقفل فهذا يعني أن الأزمة دخلت الى الحيز الخطر، حيز المعرفة وكرامة العقل والروح. وأن غياب المكتبات والكتب يعني غياب سبل التلاقي وسبل التقدم.

مكتبة الـ “واي إن” ضحية جديدة للأزمة وفقدان لمكان حميم، وتفاعل ثقافي إنساني، ولعلاقة حضارية راقية بين قارئ وكتاب ومكتبة.

إنها المدينة في لحظة عراء قاسية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *