هربرت جورج ويلز وقصة “بلد العميان”
سليمان بختي
هربرت جورج ويلز (1866-1946) روائي وكاتب قصص بريطاني.
من أشهر أعماله “آلة الزمن” و”الرجل الخفي” و”جزيرة الدكتور مورو” و”العالم يتحرر” و”موجز تاريخ العالم” و”الإرهاب المقدس” و”مورو” و”و”حرب العوالم” وغيرها.
يعتبر من مؤسسي أدب الخيال العلمي وتميزت كتاباته بالنقد الاجتماعي الهادئ وبسرد المغامرات.
قصة بلد العميان
ذات يوم وبينما كان متسلق الجبال نيونز يمارس هوايته انزلقت قدمه فسقط من أعلى قمة إلى القرية ولم يصب الرجل بأذى فقد سقط على عروش اشجار القرية الثلجية.
لاحظ نيونز أن بيوت القرية كانت بلا نوافذ وأن جدرانها مطلية بألوان صارخة وبطريقة فوضوية.
قال في نفسه:” لا بد أن الذي بنى هذه البيوت كان شخصا أعمى…”.
وعندما توغل في وسط القرية بدا في مناداة الناس فلاحظ أنهم يمرون بالقرب منه ولا أحد يلتفت إليه.
هنا أيقن نيونز أنه في بلد العميان. فذهب إلى مجموعة وراح يعرف نفسه: من هو؟ وكيف وصل إلى قريتهم؟ وكيف أنه يشاهد الأشياء وكيف يصفها لهم؟ وكيف أن الناس في بلاده يبصرون؟
وما إن نطق هذه الكلمة حتى أحس بخطر المشكلة التي وقع فيها وإنهالت عليه الأسئلة:
ما معنى يبصرون؟ وكيف؟ وبأي طريقة يبصر الناس؟ وماذا يشاهدون؟ وما معنى الألوان؟
سخروا منه وبدأوا يضحكون ويقهقهون. بل ووصلوا إلى أبعد من ذلك حين اتهموه بالجنون وقرر بعضهم إزالة عينيه لأنها مصدر هذيانه وسبب جنونه. (https://buckstovepoolandspa.com/)
لم ينجح نيونز في شرح معنى البصر ولم يفهم موقفهم، وكيف يفهم من لا يبصر معنى البصر؟ ففر هاربا قبل أن يقلعوا عينيه وهو يتساءل كيف يصبح العمى صحيحا والبصر مرضا؟