سين جيم، حول الرؤية التاريخية انطلاقاً من الأزمة الأوكرانية!!
د. إيلي جرجي الياس
(كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ)
*الحلقة الثانية
ماذا عن جديد ستيبان بانديرا في خضم الصراع الروسيّ – الأوكرانيّ الحاليّ؟
أن تستفزّ القيادة الأوكرانية الكرملين بتسمية منشآت عديدة في أوكرانيا باسم الزعيم الفاشيّ الأوكرانيّ خلال الحرب العالمية الثانية ستيبان بانديرا، وأن تنشئ تماثيل عديدة له في البلاد، أمر يشعل الألم في أعماق الذاكرة الروسية تحديداً…
فالقيادة النازية العليا وإن تحفّظت على بانديرا خلال الحرب، فقد تركت رجاله يرتكبون المعاصي بحقّ الشعب الروسي وكافة السوفيات تحت الاحتلال الألمانيّ خلال الحرب…
ولم يكتفِ بانديرا ولا الألمان الغربيون وخلفهم الأميركيون بذلك، بل عمد قائد المخابرات الألمانية الغربية ١٩٥٦-١٩٦٨ الجنرال راينهارد غيهلن، رئيس منظمة غيهلن بين ألمانيا والولايات المتحدة الاميركية ١٩٤٦-١٩٥٦، والمساهم في تأسيس المخابرات المركزية الأميركية سي أي إيه، وقائد المخابرات النازية في الاتحاد السوفياتي قيد الاحتلال ١٩٤٢-١٩٤٥، بالتعاون مع بانديرا إلى إشعال الثورة الأوكرانية الخطيرة والممتدة بوجه الكرملين ١٩٥٠-١٩٦٥…
استطاعت الاستخبارات السوفياتية كي جي بي أخيراً في ١٥ تشرين الأول ١٩٥٩، من اغتيال ستيبان بانديرا، وقيل في ميونيخ الألمانية… أما الجديد المثير في قضية ستيبان بانديرا بروز احتمال جدّي أن تكون عملية اغتياله قد تمّت في كييف، عاصمة أوكرانيا، وهو في قلب مغامراته المتواصلة ضد الكرملين…
وللحديث تتمة…
