لا يريدونها
خليل الخوري
«جميعهم لا يريدونها»! هذه هي الخلاصة التي طلع بها صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي يحب لبنان وقد أقام فيه ردحاً من الزمن لا بأس به، بحكم الوظيفة التي مثّل بها بلده عندنا، و«لأنني أعشق وطنكم الجميل وشعبكم الطيب» كما يردّد دائماً على مسمعي. وكثيراً ما نقلت آراءه في هذه الزاوية.
في أخر اتصال أسبوعي بيننا، قبل أيّام، بقي يعزف على الوتر ذاته: الانتخابات النيابية العامة لن تُجرى في موعدها. أضاف: منذ نحو سنة وأنا أكرر هذه المقولة. ولعلّ مقالتك اليومية هي الوحيدة التي لم تتراجع عن هذا المنحى. وأنا أؤكّد، اليوم، هذا القول.
سألته: وهل يُعقل أن يكونوا جميعاً لا يريدون إجراء الانتخابات؟
أجاب: عندما أتحدّث بالجمع أقصد جميع القوى الفاعلة في لبنان، وأكثرهم رغبة في التأجيل هم أكثرهم ادّعاءً بالإصرار على إجرائها.
وقبل أن أسأله توضيحاً بادر قائلاً: إن حزب الله يملك، مع حلفائه، أكثرية وازنة في البرلمان، فلماذا يستعجل الانتخابات حتى ولو أنه يضمن الأكثرية في الاستحقاق الانتخابي المقبل؟
أضاف: حركة «أمل» تضمن، في إطار ما تسمّونه بالثنائي الشيعي، عودة العدد المماثل لنوابها الحاليين، فلماذا تريد احتكاماً الى صناديق الاقتراع؟
التيار الوطني الحر يعاني بعض التراجع، مثله مثل سائر الأحزاب، باستثناء حزب الله، فلن يكون، ضمناً، متحمساً للتوجه الى صناديق الاقتراع.
القوات اللبنانية لن تسترجع العدد الذي تملكه اليوم من النواب، وهي تعرف هذه الحقيقة.
تيار «المستقبل» الذي أخرجه رئيسه من البازار الانتخابي، لأسباب نعرفها جيداً في بلدنا، سيكون الرابح الأكبر من عدم إجراء الانتخابات، لأنه سيحافظ على نوابه، بدلاً من أن يخرج خالي الوفاض من مواجهة انسحب منها.
تيار المردة أين مصلحته في انتخابات لن تضمن له زيادة. علماً أنه خسر نائباً بالوفاة (…).
وختم: قد يكون حزب الكتائب وميشال معوض وبعض الذين استقالوا (وندموا) جادّين في المطالبة بإحراء الانتخابات، ربما لأنهم اشتاقوا الى مقاعدهم النيابية (…).