الدور المفقود

Views: 170

خليل الخوري 

هذه المرة أراد صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي أن يتحدث عن لبنان، كالعادة، ولكن ليس عن الانتخابات التي لا يزال يراهن على أنها لن تُجرى، قائلاً إن قلبه على وطننا الذي أحبه حتى الشغف، وبقي متمسكاً بهذا الحب و»سأبقى  أحبه حتى آخر نَفَسٍ من حياتي»، كما يقول. مضيفاً: لأن بلدكم لا مثيل له في العالم، وإن كان كثيركم يجهل قيمة هذه النعمة أو يعمل على تشويهها.

وقال: يؤسفني، بل يؤلمني أن الانهيار الاقتصادي – الاجتماعي، معطوفاً على الانهيار السياسي، يجعلكم خارج اللعبة الأممية الكبرى التي تُدار في العالم، ذات التأثير المباشر على لبنان. إن أحداً من أصحاب القرار، في العالم البعيد والقريب، لا يحسب لكم حساباً، باستثناء  الفاتيكان الذي يدعمكم، كجماعة لبنانية شاملة لا تُقتصر على فريق واحد منكم إنما تشمل الأطياف اللبنانية كافة. إلا أن قدرات الحبر الأعظم ليست مطلقة… ولكن المأساة «منكم وفيكم»، لأن قياداتكم، عموماً، بقيت « تتشاطر وتتذاكى» طوال عقود، فبرعت في إفقاد لبنانكم أيّ دور.

أضاف: هل يدرك هؤلاء الضرر المميت الذي أوصلوكم إليه، بإفقاد وطنكم «الصغير – الكبير» دوره ومقوماته، فصار مصيركم يتحدّد في الخارج، من دون أن يكون لكم أي دور أو حضور؟ يأتون من أقاصي الأرض ليتنازعوا النفوذ في المنطقة، ومنه لبنان، وأنتم إما غافلون أو عاجزون؟!.

والمطلوب؟

يجيب ببساطة وصدق وواقعية:

إما أن تتبدل القيادات اللبنانية المزمنة التي تتحكم بشؤونكم منذ عقود طويلة حتى اليوم… وهذا لا يبدو في الوارد.

وإما أن تأخذ القوى الشعبية الفاعلة قرار التبديل، وهذا أيضاً لا يبدو وارداً، خصوصاً في ضوء تجربة السنوات الثلاث الأخيرة.

وإما أن يهبط الحل من الخارج، ولا أدري كيف، أو لا يتبين لي ذلك على قاعدة العدالة والإنصاف… وإما أن يضع الجيش يده. وأيضاً لا تسلْني كيف (…).

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *