مرَشَّحو آخر زمان

Views: 528

خليل الخوري 

منتصف الليل طويت آخر صفحة تحضيرية من كتاب الانتخابات النياببة العامة بإقفال الباب أمام تسجيل اللوائح المكتملة والمنتقصة… فالقانون النسبي لا يجيز ترشحات المنفردين، التي تتعارض والمبدأ الذي تنطلق منه النسبية. وعليه، بات منتظراً أن يبدأ مسلسل سحب الترشحات، وبأرقام مرتفعة للذين لم يجدوا لهم مكاناً في اللوائح، وما أكثرهم!.

والملاحظ في هذا السياق أن الفلتان الإعلامي – الإعلاني لدى معظم المرشحين بعيد سنوات ضوئية عن المفهوم الحديث لـ«تسويق» المرشح، أي مرشح، لدى الرأي العام، وخصوصاً رؤساء اللوائح والكتل والأحزاب (…) الذين ربما لا يفهمون الرأي العام، أو أنهم يفهمونه «أكثر من اللزوم» فيتعاملون معه، فيتوجهون إلى استثارة الغرائز والعزف على وتر العصبيات والمذهبيات إلخ…

إن مثل هذا الخطاب السياسي، الانتخابي، الترويجي، هو مجرد بروباغاندا سطحية سخيفة لم تعد مستعملة حتى في أكثر بلدان العالم تخلّفاً…

واللافت أن هذه البروباغاندا التافهة لا ترتكز إلى ماذا سأنتج (أنا المرشح)، أو ماذا سأفعل للنهوض في لبنان، ما أمكن إليه النهوض سبيلاً… إنما ينصبّ الجهد على تهديم الآخر وتحطيمه، ولو توسّل المتحدث الكذب والتلفيق والنفاق، وإلصاق التهم به سواء ما كان منها صحيحاً أم مفبركاً.

وحتى المرشحون، والبضع لوائح، الذين تقدّموا ببرامج انتخابية، جاءت برامجهم صورية وحسب، تسقط أمام أي نظرة سريعة إليها.

صحيح أننا في العام 2022 إلا أن المشهد الانتخابي يشي وكأننا لا نزال في مرحلة مضت قبل عقود طويلة… وكأن لا متغيرات جذرية مسحت وجه لبنان وغيرت معالمه تغييراً عميقاً…

وهذا كلّه لم يبدّل في خطاب المرشحين… مع فارق جوهري، وهو أن أولئك القدامى كانوا خفيفي الظل، عفيفي اللسان، وأما اليوم فالجماعة على ما نعرف ويدعو للقرف…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *