الفلسفةُ أمْ المناهجُ

Views: 177

حمزة منصور

 

فصلُ المقالِ في   عصمةِ الفلسفةِ وحكمتِها  في قيادةِ وريادةِ  المناهجِ التربويةِ.

المنهجُ التربويُّ هوَ كلُّ ما يحدثُ في المؤسسةِ التعليميةِ منْ عملياتِ تعلمٍ وتعليمٍ، بهدفٍ يمكّنُ المتعلمَ منْ مواجهةِ المواقفِ الجديدةِ، وتوليدِ الأفكارِ، وانتاجِ المعرفةِ، ومساعدتِه على النموِّ الشاملِ للوصولِ الى أفضلِ ما تستطيعُه قدراتُه.

الأهدافُ العامةِ للمناهجِ تكوينُ المواطنِ.

١-على المستوى الفكريِّ والإنسانيِّ.

٢-على المستوى  الاجتماعيِّ.

٣-بناءُ شخصيةِ  الفردِ.

٤-على المستوى الوطنيِّ.

إذًا فالأهداف تكمن في تحقيق الكفايات المرجوة،تحقيق مهارات القرن الحادي والعشرين (التفكير الذاتي ،التفكير الإبداعي ،  التفكير الحر، التوليف والتحليل ،الإبداع).

 هلْ  إدخالُ  مادةِ الفلسفةِ في كلِّ مراحلِ الدراسةِ والتعليمِ يساعدُ في تحقيقِ أهدافِ التعليمِ ؟

قدْ يظن بعضهم منْ غيرِ ذوي الاختصاصِ  أنْ طرحنِا  هذا غيرُ موضوعيٍّ فكيفِ نطلبُ إدخالَ مادةِ الفلسفةِ على  متعلمي  مراحل الحلقات  الثلاث؟

الإجابةُ واضحةٌ :لكلِّ مرحلةٍ فلسفتُها والإعتمادُ  يكونُ على تعلمِ طرقِ التفكيرِ  ،تعلمِ التفلسفِ  وليسِ حفظُ نظرياتِ الفلاسفة.

 منْ أخطاءِ مناهجِنا التربويةِ اعتمادُ الفلسفةِ كمادةٍ دراسيةٍ ابتداءً منْ صفِّ الحاديَ عشرَ وليسَ منْ مراحلَ تعليميةٍ سابقةٍ.

أجملٌ  ما يميزُ مادةُ الفلسفةِ  في التعليمِ الثانويِّ منهجيتَها ثمَّ مواضيعَها وتحديدًا صفوفَ الشهاداتِ معَ طمعِنا  بعملٍ  ابداعيٍّ  جديدٍ  يشرفُ عليه قسم الفلسفة في المركز التربوي للبحوث والإنماء وبمعاونةِ  أساتذةِ  الاختصاصِ كافة  في سبيلِ  إدخالِ مواضيعَ  حداثويةٍ منهجيةٍ تربويةٍ  اعداديةٍ تواكبُ  مراحلَ  النموِّ الحسيِّ- الحركي، والانفعالي، والمعرفيِّ  لجميع متعلمي المراحل.

 كمْ نتمنى أنْ يرى روادُ المناهجِ هذه الميزاتِ الخاصةِ بمادةِ الفلسفةِ والتي ربَّما لا تجدُها في موادٍ  تعليميةٍ  أخرى إلا فيما ندرَ  .

أهدافُ تعليم  الفلسفةِ  في مناهجِ الثانويِّ  قائمةٌ على  التحليلِ والمُحاجة  والنقدِ وتقبل الرأيِ الآخرِ  والتعبير عن  الرأيِ والحوار. (مواضيعَ، مواقفَ، نظرياتٍ).

هلْ نظرَ  أحدُكم يا روادَ المناهجِ  إلى حسناتٍ  منهجيةٍ كتابةِ موضوعٍ فلسفيٍّ أو نصٍ فلسفيٍّ  في المرحلة الثانويِّة ؟

تلك الحسناتُ التي تتخطى حدودَ إنجاحِ المتعلم  بمادتِه. فالفلسفةُ لمْ تكنْ يومًا بهذِه الأنانيةِ وهذِه الماديةِ وهذِه البساطةِ.

أتدرونَ  آثارَ تلك المنهجيةَ  وماذا تفعلُه  في عقولِ وسلوك  متعلمينا ؟

إنَّها وقبلَ كلِّ شيءٍ رياضةٌ ذهنيةٌ  تعتمدُ المنطقَ منْ بدايتِها لنهايتِها  لتكونَ الغذاءَ الملكيَّ لفكرٍ وربَّما غذاءٌ منْ أغنى أنواعِ الأغذيةِ.

هذا الغذاءُ يرتدُ صحةً على الفكرِ الذي بدورِه  يعكسُ ثمارَ  غذائِه حدسًا واستدراكًا لا يطالُ  باقي الموادِ الدراسيةِ وحسب  للمتعلم وإنَّما يجري حتَّى على حياتِه العمليةِ  فيحققُ  النجاحَ  ومعَه التكيفَ  في شتى ضروبِ الحياةِ.

لنعودَ إلى المنهجيةِ  فنذكرَ  بتسلسلِها  لنرى وقعَ أثرِها  في تشذيبِ  عقولِ متعلمينا الطريةِ  النديةِ .

أكثرُ ما يثيرُ فكرُ ناشئتِنا  منْ المتعلمين  تقنيةُ تحليلِ نصٍ فلسفيٍّ والذي يقومُ أولاً على قراءةِ النصِّ وفهمِ مصطلحاتهٍ وتعيينِ مفاتيحِه ثمَّ تحديدِ أفكارِه وشرحِها وربطِها بالمكتسباتِ  السابقة.

أمَّا تِقنياتُ النقدِ الداخليِّ والخارجي  والتي  تبدأ بوضع  المتعلم نفسه كناقد أول لنظريات فلسفية فقد  دافع عنها في المرحلة الأولى، ثم عرض كبرى النظريات الفلسفية المغايرة لما طرحه في الشرح .نعم ،هذا ما  يصقلُ شخصيةَ الطالبِ ويصنعُ منه متعلمًا ناقدًا  للنظريات التي تم عرضها والدفاع عنها في  شرح الحُكم أو النص   منذُ دقائقَ ،ليخرجَ إلى مجتمعه لاحقًا   رجلاً ناقدًا حاذقاً ليسِ منْ السهلِ   العبثُ  معَه بباطلٍ  لمْ يتعودْ  عليه منذُ كانَ طالباً على مقاعدَ دراسيةٍ  تعلم خلالها أنَّ الحكمةَ  هيَ القولُ والعملُ، وأنَّ المعرفةَ شغفٌ،  والسعادةَ  قائمةٌ  في العدالةِ ، وأنَّ الاختلافَ  غنًى ،والإلغاءَ  فقرٌ، والزهدَ فضيلةٌ، والصبرَ شجاعةٌ،  والباطلَ  جولةٌ والحقَ  صولةٌ .

نعم ،يتعلم المتعلم  أن الحقيقةَ المطلقةَ غيرُ موجودةٍ،وأن الفكر  الأيديولوجي لا يوصل إلى أي مكان  سوى التعصبِ الأعمى.

روادُ مناهجِنا الجديدةِ……هذا غيضٌ منْ فيضٍ فلسفتنا؛

 ألا جدِّدوا  فآنَ أوانُ بناءِ الإنسانِ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *