طفل النبوءة
هبة بن عياش/الجزائر (13 سنة)
مأساة تُحصي بأناملها السوداء أشلاء الواقع، استعدادا لحفلة جنون قاتلة ترشف جرعة سم ينساب بتسلسل في القلب البشري، المفعم بالتفكير الحالك بين نوبات غضبه..جشعه..وغروره، تسودّ بصيرتهم إثر مصلحة شخصية محققة.
“سنة (1543م)” -في بدايات الثورة العلميّة- تمكّن رجل يدعى “كارل” من استعمال طاقة ميثافيزيقية “طاقة الخلود”، وهي تعويذة سحرية تمكّن صاحبها من امتلاك القوة المطلقة.
إنّ ساعة العقاب باتت وشيكة، إبان هذه العصور، سجل البشر ملفا مبهرا من خطاياهم التّي لا تحصى، فترك لهم “كارل” عقابا عادلا بحقهم اتجاه خطيئتهم النكراء، ليرتسم الخوف في قلوبهم، ينتظرون عبثا طفل النبوءة، لينتقم ممّن قتلوه غدرا.
شائعة موت، إحدى العجائب السبع، “الكهف الغامض” المتمركز في جزيرة “ميراو”، التّي امتلكت قانونا واحدا من خالفه كان عقابه الموت الفوري “جثة ميت تتحول لتعويذة سحرية، فتندثر بعدها وهذا مرعب للغاية؟”، وقد تناقلتها الشائعات بين الأفاويه لتغدو أسطورة الأجيال.
ليلة 27 أكتوبر منتصف اللّيل في جزيرة “ميراو”، فجأة امتدت أيادي من قبر حديث الدفن.
- حقيقة، تبادرت إلى ذهني عدّة أسئلة، ما الذّي قصده بالعقاب العادل في حق البشرية؟
- ومن هو طفل النبوءة؟
يا لسخرية القدر، أثارت هذه القصة شفقتي لأحداثها المأساوية، تترامى نظرات اشمئزاز تارة…واستهزاء تارة أخرى، ترتسم على وجوههم ليغترّوا بأنفسهم، دون إحاطتهم بالمستقبل القادم الذي يترقبونه بصمت مرددين في أنفسهم، “نحن ميتون لا محالة”، “إنها النهاية”…
- نهاية ماذا؟
- ولماذا هم ميتون؟
“جيس” مغامر شاب، يشدّه فضوله غالبا نحو التجارب والمغامرات الجديدة، لقدرته الداخلية الكامنة والمتمثلة في رؤية الأشباح، بالإضافة إلى شغفه العظيم اتجاه كل ما هو مرعب.
“سنة (2179م)”، حدثت كوارث طبيعيّة قوية على سطح الكرة الأرضيّة لتغمر جزيرة “ميراو” بعدها في قاع البحر، هزت هذه الحادثة العالم بأسره، وللغموض الشديد حول هذه الجزيرة حاولوا إدراكها، لكن ولسوء الحظ باءت محاولاتهم بالفشل.
“في (2179م) قبل الحادثة”، ومع توقيت لحظة وطأة قدم “جيس” تلك الجزيرة فُعّلت تعويذة سحرّية وغرقت.
الساعة الثامنة ليلا، فإذْ بآلاف الفوانيس تتطاير وكأنها ترحب بعصر جديد حاكمه مجهول.
- هل من المعقول أن تكون مجرّد صدفة، أّم أنّ جيس هو طفل النبوءة المنتظر منذ قرون والّذي سيعاقب البشر على اغتيالهم “لكارل”؟
