المشهد اللافت

Views: 134

خليل الخوري 

يُعرب مراقب أجنبي عن دهشته ممّا يعاينه في لبنان من حملات انتخابية خصوصاً الجانب الإعلاني منها، وبالذات ما ينتشر على اللوحات (البانويات) المنتشرة على جوانب الطرقات في طول البلد وعرضه. إنه صحافي أجنبي أوفدته مؤسسته الإعلامية ليواكب التحضيرات التمهيدية للانتخابات النيابية العامة، ومن ثم ليتابع  وقائع يوم الانتخاب في الخامس عشر من شهر نوّار المقبل… وبالفعل باشر، منذ أواسط الأسبوع الماضي، تزويد صحيفته بتقارير شبه يومية، كان آخرها التحقيق المصوّر المسهَب عن الحملة الإعلانية  غير المسبوقة.

قال لي: بلدكم عجبٌ عُجاب.

سألته: وأين العجيب الغريب؟

أجابني: إن حجم الإنفاق على الإعلانات الانتخابية يدفع المراقب إلى الظن، ولو لوهلة، أنه في بلد يعيش ازدهاراً ورحرحة وفائضاً في الجيوب المنتفخة… ولكنني أعرف، كما يعرف الجميع، أنكم في أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأن أوضاعكم تدعو إلى القلق وأسمح لنفسي أن أضيف: وإلى الحزن أيضاً.

قلت: لا تذهب بعيداً، فنحن لسنا في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبا الغربية حيث يبلغ سعر الإعلان أرقاماً خرافية، وقد تصل الدقيقة الواحدة في بعض فترات البث التلفزيوني إلى ما يتجاوز المليون دولار… وكذلك إعلانات الطرقات والـ»هاي واي»… فالسعر عندنا منخفض.

لم يعجبه «التبرير» كما أسماه، وقال: المقارنة ليست واردة، ولكن هذا «الترف» لافت جداً، في وقتٍ الناس عندكم على جوع وفي فاقة.

ومضى قائلاً: أنا لست في موقع مَن يسمح لنفسه أن يتدخل في شؤون الآخرين، ولست في موقع مّن يلقي المواعظ، ولكن لا أستطيع أن أمرّ على هذا المشهد بلامبالاة…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *