سجلوا عندكم

وكبير آخر يغادر دنيانا

Views: 122

السفير سمير شمّا

قرأنا كتاب جورج سكاف “كرمنا في علين” ونحن بعد على مقاعد الدراسة في “الكلية الشرقية”. عنوان الكتاب أخذنا إلى الدوالي المغناج، إلى زحلة مدينة الشعر والخمر، إلى البردوني الذي تغاوى وهدر على ضفّتيه سعيد عقل وميشال طراد وجورج سكاف وتلك الشلّة المتألقة من رفاقه… هذه الزحلة بقيت ساكنة في حنايا فقيدنا الغالي، من قيمها يستلهم مواقفه ومن ينبوعها يرتوي ويروي.

إثر نشر كتاب جورج سكاف القيّم “سعيد عقل اليوم اليوم” الذي تضمّن نخبة مقالات سعيد عقل في جريدة “الجريدة” كانت لنا لقاءات ولقاءات.

 

وقد أسعدني بتكليفي تقديم هذا الكتاب ضمن نشاطات الحركة الثقافية-أنطلياس. تحدّث عن الأجواء الثقافية والفكرية والخلقية التي أوجدها سعيد عقل في أوساط النخبة الزحلية آنئذ، عن إيمان جيله بهذه المبادئ والالتزام والعمل بتعاليم صاحب “لبنان إن حكى”:

ما نكسوا هامة إلّا لخالقها. إلّا للبنان ما دانوا وما احتكموا

ما المال؟ قولة لا والله ألبسه. به غنيت وغيري بالتراب غني

 

ويوم تعيينه وزيرًا جسّد جورج سكاف هذه القيم. مقاربته لقضايا الوطن اتّسمت بخلقية استثنائية فذّة، بلفحة ترسّل، بنزاهة لا حدود لها، جعلته مثالًا يحتذى وأثبت إن الأمّة اللبنانية لم تحرم رجالًا ذوي مقدرات ثقافية وخلقية، جاؤا لخدمة الوطن والصحافة الراقية، ما أغنتهم السلطة بل بهم اغتنت وتباهت.

جورج سكاف: الأخ والصديق الغالي، من أواخر الكبار الذين غادرونا. في أيامك الأخيرة بيننا أوجعتك، أوجعتك أوضاع بلادنا. ومضة أملٍ ورجاء لم تفتقدها يومًا ربيت عليها. في دنياك الجديدة اشفع بلبنان لدى الرب وأنت اليوم في جواره. (https://attap.umd.edu/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *