أيامٌ تَمُرُّ وَليَالٍ تنقضِي تحت وَخْز جِرَاحٍ لا تندمِل!

Views: 217

محمّد م. خطّابي

في هذه الأرض المباركة الطّهور، على ثراها الزكيّ، وعلى أديمها العَطِر، وفي مناطق أخرى من عالمنا وبلداننا، وقرانا، ومداشرنا، وأصقاعنا، وضِيَعنا، القريبةِ من قلوبنا، العزيزةِ على أفئدتنا، المتغلغلةِ في أنفسنا، ووجداننا، لم تعد الأمور اليوم كما كانت عليه بالأمس القريب، فقد أصابَ صرحَ الصّدق، والنبل، والوفاء، والشّرف، والكرامة شرخٌ عميق، وهوّةٌ سحيقة لا قرار ولا قعر لها.

هؤلاء الأقصَوْن الأبعَدُون، الوافدون، علينا ذوو السِّحن الغريبة، و”الشعور” الناعمة المنسدلة على مفارقهم، والحلقات المزركشة تتدلّى من آذانهم ما إنفكّوا يقومون بغارات على أراضينا، وشطآننا، ودورنا وممتلكاتنا، ومزارعنا، وغلاّتنا، ويحفرون في بطون ثرانا الطاهر، لم نكن نتوانى، أو نتراجع، أو نتردّد قيدَ أنملةٍ في دحرهم، وصدّهم، وردّهم على أعقابهم من حيث أتوا مخذولين منكفئين يجرّون أذيالَ الخيبة، والمهانة، والهزيمة، والمذلّة، فارّين كالأرانب من حيث أتوا، أو من أينما جاءوا أو قدموا، من داخل البرّ القريبّ، أو من وراء البّحرالبعيد . لقد أصبحوا اليوم يفتُون (بضمّ التاء والواو) ولا يفتَون(بفتح التاء وسكون الواو)، وأضحى التنائي بينهم وبيننا بديلاً عن تدانينا، وناب عن طيب لقيانا بهم تجافينا..

الألمُ يعصرنا، والمعاناةُ تهدّنا، والحَنَق يخنقنا، والمرارةُ تعتصرنا، نتنفّس الصّعداء، وننظر إلى السّماء، ونجيل بأبصرارنا في فضاءاتها الواسعة المترامية الأطراف، ونحدّق في سديمها السّرمدي الأبدي، وبقَدَرٍ مُشْعَلٍ على شفاهنا نرجوها أمراً في أنفسنا، ونستعطفها سرّاً في أعماقنا، بلسماً شافياً لجراح غائرة، ولكِلامٍ لا تندمل، ولا من مُجيب..!

البلد الأمين

بورك هذا البلد الأمين، هذا الصّقع النائيّ البعيد ذو التضاريس الطبيعيّة الوعرة، والأخاديد الجبلية الصّعبة، عشنا على الفطرة، وترعرنا على حياة البداوة، والفطرة، والبساطة، وعشق الحياة الحرّة الكريمة . في ربوعنا، وأحيائنا، وأرباضنا، ومرابعنا ومرابضنا، وقرانا، ومداشرنا، وضيعنا، ومدننا كنّا ندقّ أبوابَ الحريّة الحمراء دقّاً عنيفاً حتي نتسربل بألوانها الزّاهية القانية، ولا نرضى أبداً بها أو لها بديلا . كنّا ندقّ أوتادَ العدالة، والشهامة، والنخوة، والكرامة .

حُسْنُ الجِوار كان دأبنا، والذّود عن حوضنا، وجيراننا كان دَيْدَنُنا، وعدم الرضى بالظّلم والضّيم، والجّفوة والجفاء كانت غاياتنا ومرامينا، كانت شِيَمُنا هِمَمنا العالية، وسجايانا مبادؤنا الأصيلة، وعاداتنا العريقة، وتقاليدنا الحميدة، وعوائدنا الرّاسخة التي تربّينا في كنفها، وترعرعنا على منوالها، منذ نعمومة أظفارنا، وغضاضة إهابنا، وطراوة أعوادنا. كانت تصرّفاتنا تلقائية، عفوية طبيعية، فطريّة، بسيطة خالية من التصنّع، والمِراء والمصانعة، والمجاملة، والمحاباة، والمداهنة .

في هذا الصّقع النائي الجميل، كنّا نعيش أحراراً مثل الطيور الطليقة في الفضاء الفسيح ..ننتقل من حقلٍ إلى حقل، من بستانٍ إلى بستان، من غصنٍ إلى غصن، ومن زهرةٍ إلى زهرة، نستنشق هواءه العليل، ونتغذّى بخيراته، ونعمه وثماره، وحبوبه، وقطوفه، وحصاده، وكلّ ما طاب واستطاب ممّا تجود به علينا أرضه الطيّبة، وطبيعته السخيّة، كنّا نستمتع ببحره وسمائه، وشمسه وقمره، وجباله وغاباته، وهضابه وآكامه، ووديانه وأنهاره، وسهوبه ومرتفعاته ووهاده، وكواكبه ونجومه، كلّ ما لم تلمسه يدٌ بشريةٌ آثمة دخيلة، لم يكن يأتينا منه إلاّ الخيرالعميم، وكلّ ما يُرضي النفسَ، ويُسعدُ القلبَ والرّوحَ ووالوجدان.

نعاتب الأيّامَ الحالكات، ونلوم الليالي المدلهمّات التي لا تُؤْمَنُ بوائقُها، عسى هذا الكرب الذي أمسينا فيه، يكون وراءه فَرَجٌ قريب، وعسى هذا اليأس يتلوه أمل ورجاء، ولعلّ اللهَ يأتي بعد هذا الليل الحالك، البهيم، المدلهمّ الطويل بفَجْرٍ باسمٍ مشرقٍ، ضاحكِ الثغر، نشكو الدّهرَ القاهرَ، ونناغي الزّمَانَ الغادر…ولسانُ حالنا جهاراً يقول: يَا دهرُ وَيْحَك ماذا الغلط/ وضيعٌ عَلاَ وشريف هَبَط ..!!؟؟

“يوليوس قيصر”

إنّها عَجَلة عَرَبَة أعداء ” يوليوس قيصر” الكبيرة عندما وقع في الأسر … لم يكن نظره يحيد عنها وهي تعلو وتنزل خلال دورانها في ذبذبة وتوتّر، ثم لا تلبث أن تعيد الكرّة تلو الأخرى من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى، وعندما سأله سجّانوه أن لماذا لم يحد نظرُه قطّ عنها طوال الطريق..؟ فقال لهم: إنّها تذكّره بحال الدّنيا، وأحوالها، تارةً فوق، وطوراً تحت، وأردف قائلاً: أنظروا إلى حالي أين كنتُ بالأمس القريب، وأين أصبحتُ اليوم.. !

لا من رقيب، ولا من حسيب، ولا من مُجيب، لقدغدت الممتلكات تقايَض (بفتح الياء) مقابل فُتات من العيش هزيل، لا يسدّ رمقاً، لا يُسمن ولا يُغني من جوع، ذووها خانعون، قانعون، قابعون، راضون، مستسلمون، كلّ آمالهم أن تمطر السّماء يوماً ليعمّ الخيرُ وينتشرالصّبا، و يهطل المُزْنُ، وينثر الرذاذ….

المالُ يا صاح أضحى في أيامنا اللعينة زينة الدّنيا وعزّ النفوس، يبهي وجوهاً ليس هي بَاهيَا… فها كلّ من هو كثير الفلوس … ولّوه الكلامَ والرّتبةَ العَاليَا. والدراهمُ ذلك ما قاله شاعر من الاندلس الفيحاء فردوسنا المفقود، انها يا صاح كثيرة وافرة هي في الأماكنٍ كلّها، تكسو الرّجالَ مهابةً وجمالاً … وقد أضحتْ لساناً طليقاً صريحاً صدّيحاً لمن أراد فصاحةً… كما أصبحت سُمّاً ناقعاً، وعلقماً مُرّاً، وسلاحاً فاتكاً لمن أراد مواجهةً أو رام قتالا …! المال يا صاح يَسترُ كلَّ عيبٍ في الفتى….

أجل.. ما أكثرهم..هؤلاء الأقربون، الذين ولّوهم الكلامَ، والرّتبةَ العاليَا، من ذوي القربى والأصهار والأنصار، ليسوا من سلالة أنصار يثرب، بل إنّهم من أنصار العصر، أنصار صناديق الإقتراع والمحاباة، والمداهنة والمصانعة، والخداع حتّى النخاع، في زمننا هذا الشّاحب الحزين، وعصرنا هذا الكئيب المُثقل بالهموم والرّزايا، والرّماد، وليس للمعوزين، الكادحين المحرومين، العسيفين، هؤلاء الأقْصَوْن الأبعدُون الذين يعضّون على الحديد الصّلد عضّا مؤلما حنقا، وغيضا، وكربا، وكبرياء، وكآبة، وضيما.الأماجد قدّموا أرواحهم دفاعاً عن حوزة الوطن وحوضه، أعطوا النّفسَ والنّفيس ذوداً عن عزّته، وصوناً لكرامته، روت دماؤهم الزكية كلَّ ركنٍ من أركانه، إنهم يسامون اليوم سوءَ الصّنيع، ويعانون البعاد والتباعد، والإقصاء والتنابذ، والتهميش والجحود، والنكران والنّسيان.

الحَوَاضِرُ العامرة

ما إنفكّت الحواضر العامرة السّامقات في حفلٍ بهيج، لقد أقيمت المواكب والكواعب، ونثرت الأزهاروالورود، والياسمين والرّياحين، ورشقت ثمرات الكرزالرّطبة والمحمرّة كالعُنّاب، صدحت الموسيقى، البياض الناصع يملأ الأجواء والأرجاء، فالخطب ليس بالهيّن اليسير، إنّه إيذانٌ ببزوغ، وإنبثاق إشعاع، أو شُعاع حضارة متطوّرة، وإنتشار بريق مدنية متقدّمة، و”التبشير” بمبادئ الحريّة، والمساواة، والإخاء، بلغة عريقة راقية رقيقة لثغاء، لقد أوعزوا حتّى للعلماء وللفقهاء الأجلاّء في منابر معاهدهم، ومصاطب كتّابهم، وفي مدرّجات جامعاتهم، بأن ينظموا على شاكلة الآجرومية أو منظومة بن عاشرقصائد عصماء لتسريع، وتسهيل، وتيسير تعليم ونشر وذيوع هذه اللغة وتعميمها على أوسع نطاق، هذه اللغة السّاحرة الآسرة الرّخيمة التي يخرّ لها الجلمودُ، والصّخرُ يسجد لطلاوتها ولرقّتها…!

الأعمدة الرّاسيات، والسّواري الرّاسخات ذات الأسماء الرنّانة، والجَرْس الموسيقي المميّز ما فتئت تعمل على تمرير الإرث السّاطع، والتراث الناصع، حِكَماً وعلماً، وأدباً وشعراً، وفقهاً ولغةً، وتاريخاً وفلسفةً، وحساباً، وفلكاً، وتوقيتاً، وصَرفاً، ونحواً، وبلاغة، وبياناً وتبييناً، وغناءً، وطرباً، وطبخاً، ونفخاً، وسياسةً، وكياسةً، وذكاءً، ودهاءً، وفخّاراً، ودثاراً، وصناعةً وإبداعاً، وعطراً، وزهراً، وبناءً، وعمراناً، ووضعا، وتأليفاً، وقزّاً، وحريراً، وطرزاً، ونسجاً، وذهباً، وفضّةً، ولجيناً وعسجداً، وزمرّداً، وديباجا…! إنّها ما زالت تدني وتقصي، ما فتئت تنهال وتنثال بالجحود المُجحف، بينها وبين الآخرين برزخ واسع، ويمّ شاسع، ويمٌّ عميق لا قعرَ ولا قرارَله، إنّها ما برحت تؤجّج الموقدَ، وتلقي الحطبَ والأثافي في أتون الكنّ والكانون، فالصّقيع زمهرير، والبردَ لاسع قاطع…! .

البقر السّمان والمهازيل..!

القويّ السّمين يزداد قوّة وسمنة، والضعيف الهزيل يزداد ضعفاً وهزالاً، مثلما كان عليه الحال في الماضي السحيق في “جاهلية” التاريخ مع شخصية غريبة كان يُدعى “هبنّقة ” الذي كان يُضرَب به المثلُ في الحُمق والخَبَل والجنون فيقال “أحمقُ من هبنّقة”، الذي قيل في حقّه إنّه من حمقه أنه عندما كان يعمل راعياً للبقر عند أحد الميسورين من بني يَعْرُبٍ، كان يأخذ البقرَ السّمان إلى المراعي الخِصبة حيث وفرة الأعشاب، وكثرة الكلأ، والمراعي الخصبة لترعى، ويأخذ البقرَ الهزال إلى الأراضي القاحلة الجرداء من الأرض الكُلاَم ( بضمّ الكاف) ويسرحها هناك، وعندما يأتي صاحبُ البقر يُعاتبه ويؤنّبه، فيسأله أن لماذا يفعل ذلك…؟! فكان يُجيب : أتريدني أن أصلحَ ما أفسده الله، أوأن أفسدَ ما أصلحه الله..؟، فالبقر السّمان تستطيع أن تأكل وهي ذات شهيّة طيّبة، لهذا أذهب بها حيث وفرة المراعي والكلأ، وأمّا البقر الهزال فلا شهيّة لها وليس في مقدورها أن تأكل لضعفها ووهنها، وهزالها، ولهذا أذهبُ بها إلى الأراضي القفار القاحلة الجذباء، الصّلبة التي لا زرعَ ولا ذرعَ ولا كلأَ فيها..!

كان “هبنّقة” من حمقه كثيراً ما ينسى نفسه، ولا يعرفُ مَنء هو، وللتغلّب على هذه الآفة توصّل إلى حلّ ناجع على طريقته حتى يتعرّف على نفسه بسهولة ويسر ولا ينساها مرّة أخرى، فوضع خيطاً سميكاً من قنّب على عنقه، وعلّق فيه عَظْمَةً صغيرة كان قد وجدها في أحد المهامه، والقفار، والمفاوز، وكان كلما إستيقظ من النّوم يبحث عن العظمة المعلقة في عنقه ويمسكها، ويلمسها بيده وبها يدرك ويتأكّد أنّه هُوَ، وحدث ذات يوم أنقضى ليلةً عند أخيه، فقام أخوه في جنح الليل ونزع عنه العظمةَ وعلّقها حول عنقه، وفي الصّباح عندما إستيقظ هبنّقة ولم يجد العظمةَ معلّقة عليه ذهب عند أخيه ليسأله، وعندما رأى العظمة معلقةً حول عنق أخيه أمسكَ به، وبها وقال له مشدوهاً : يا أخي… أنت أنا، فمن أنا…؟ !.

أيامٌ تمرُّ، وليالٍ تنقضي

هكذا حال الدّنيا يا صاح، وهذه أحوالها، أيامٌ تمرُّ، وليالٍ تنقضي، إنّهم ما فتئوا ينظرون من الأعالي شزراً إلى أسفل، إلى هؤلاء الذين سحقهم القدر، وهدّهم العوز، وأنهكتهم الخصاصة، يمشون عاصبي البطون مرملين من فرط حرقة الطّوى، الآخرون يعانقون هيادبَ السّحاب، يلامسون الثريّا، (إنْ كنتَ في شرفٍ مَروم…فلا تقنعْ بما دون النّجوم)، و(إن كنتَ في عدد العبيد فهمّتك …فوْق الثريّا والسِّماك الأعزلِ)، وبنو طينتهم، وأبناء جلدتهم ملتصقون بأمّهم الأرض الثّرى، (حَسْبُ الخليلين نأيُ الأرضِ بينهما / هذا عليها وذاكَ تحتها بالي)، لاخوفَ عليهم ولا هم يحزنون، سقطتهم بلا رضوض، وسقطةُ “الأعلوْن” مؤْلمة كاسرة، قاصمة للظّهر، إنكم لن تخرقوا الأرضَ ولن تبلغوا الجبالَ طولا، في القمم الشّامخات، في العلوّ الشّاهق تشتدّ هبوبُ الريّاح، إنها هناك أكثرعتوّا وقوّة، الزّوابع والتوابع بها لا تني ولا تنتهي، العواصف الهوجاء لا تتوقّف، فاخفضوا جناح الذلّ، وطأطئوا الرؤوسَ، ولا تشرئبّوا بالأعناق… فما أظن أديمَ الأرض إلاّ من هذه الأجساد، سيروا إن إسْطَعْتُمْ في الهواء رويداً… لا إختيالاً على رُفات العِباد، فربّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً، ضاحكٍ لتزاحمِ الأضدادِ….. وكلّ بيت للهدم آيلٌ ما تبتني الورقاءُ والسيّدُ الرّفيعُ العِمَاد..!!

ما آلت اليه الأحوال..

البشرية غزا الشيبُ مفرقَها، وأضاعت عمرَها في ويلاتِ الحروب والتقاتل، والتطاحن، والتشاكس، والتنابذ، والمواجهات، والعداوة، والبغضاء. نأسى ونتأسّى، ونلتاع حزناً، وضنكا.أيّها الباذخون المُتخمون، توبوا إلى رُشدكم، إرجعوا إلى أنفسكم، عُودوا عن غيّكم، فقد بلغ السّيلُ الزُّبىَ، وفاض الكأسُ الدّهاق، وطفح الكيلُ، ورُبّ عظيمةٍ دافعت عنهم… وقد بلغت نفوسُهم التراقي… !

كلام يتناثر في الهواء، تماماً كما تناثر في القديم كلامُ من شيّدوا في أخيلتهم مدناً فاضلة، وأقاموا فيها صروحاً، ودوراً، وقصوراً، وظلّت العدالة فيها طائراً كسيرَ الجناحين، يحلق بالكاد حولها، لا يُشمّ (بضمّ الياء) فيها سوى رائحة الظلم، والعنت في كلّ مكان، اليوم لم يعد ثمةَ أناسٌ من هذا النّوع، لقد أصبحوا في عُرف الآخرين شبيهين بالمجّانين الذين يفنون أعمارَهم في الأوهام والخيالات، والآهات، والترّهات، والمهاترات التي لا طائل تحتها.هؤلاء هم الذين يعانون أكثر من غيرهم من مختلف ضروب البؤس، واليأس، والعنت، والتعاسة، والضنك، والنكد، والبُغض، والشقاء، والحِرمان، لقد كسدت أسواقُ الفكر الخلاّق، ونشطت حركاتَ التقاليع الرّخيصة في دنيا الفنون، والجنون، والمجون من كل ضرب!.

***

*كاتب من المغرب، عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم- بوغوطا – كولومبيا .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *