الحلقة الثلاثون من رواية “بَحر” لـ كابي دعبول

Views: 85

*”للصخور أسماء في الضيعة التي أبصرت فيها النور” (أمين معلوف-كتاب “صخرة طانيوس”)

 

يجلس حنا على صخرته المرتفعة فوق مياه البحر. يتأمّل الشاطئ الصخري وتراكض الأمواج باتجاه الشاطئ. يفرح، يحزن، يبتسم، يبكي، ناظرًا الى الأفق البعيد، يشكو همومه الى البحر، طالبًا منه الإتيان بأمل جديد يطفو على أمواجه المتراكضة نحوه. حتى بات لحنا مع صخرته عشرة وطول رفقة أمّنتا له ملاذًا آمنًا لمراجعة الذات والتأمّل. إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء، غير أن صخرة حنا تبقى الاستعارة الحقيقية الوحيدة الراسخة  في هذه الرواية، إذ كم من أمكنة تركنا فيها شيئًا من ذاتنا، مهما ابتعدنا عنها تبقى الملاذ الوحيد لذكرياتنا بحلوها ومرّها…

كابي

 

(٣٠)

 

وصل حنا الى الطابق الذي يقصده من المبنى فوجد أن المساحة قد تمّ تقسيمها الى غرف متلاصقة تحملأبوابها أرقامًا متسلسلة. تفحّص حنا الرقم المكتوب على قطعة بلاستيكية صغيرة مربوطة بمفتاح الغرفةفوجد أن رقم غرفته هو الرقم ٥.

دخل حنا الغرفة فوجد رجلاً بداخلها ممدًا على فراشه يقرأ مجلّة وفوقه ضوء كهربائي مثبت على جدارالغرفة.

– أنت حنا.

– مرحبا. وكيف عرفت اسمي؟

– أبلغوني أن شريكي في  الغرفة اسمه حنا.

– نعم انا حنا. وأنت؟

– أنا علي.

– تشرّفنا أخي علي.

– سأساعدك في ترتيب أغراضك فهذه الخزانة مشتركة في ما بيننا.

– شكرا على المساعدة هل أنت عامل جديد مثلي؟

– كلا أنا أعمل هنا منذ سنة تقريبًا.

– من المؤكد أنك لست من العاصمة حتى قررت السكن في غرف العمال.

– نعم انا لست من العاصمة ولا من جوارها. أنا من محافظة أخرى وبعيدة.

– يبدو أننا نتشابه في هذا الموضوع فأنا أيضا من محافظة أخرى وبعيدة. دعنا نحاول الخلود الىالنوم حتى نستيقظ باكرًا ونكون مستعدين للعمل.

(يتبع غدًا)

***

*إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *