اللبناني متفوق أينما كان…
أمل ناصر- دبي
دبي عاصمة الجمال والاناقة والفخامة، وحاضنة اللبنانيين الباحثين عن لقمة العيش بعدما ضاقت السبل بهم في وطنهم النازف أزمات لا تحصى ولا تعدّ… ها انا اختار فندقًا وسط المدينة الساحرة وقد حرصت على أن يضج بالحياة ويكون قريبًا من الأسواق والمولات…
وحين سألت مدير الفندق عن مطعم قريب، قال: “هناك الكثير ولكن انصحك بمطعم مشهور ومحبوب جدا في الامارات اسمه “الفادي”” ، أو هكذا فهمت منه حسب لهجته الهندية، وهو يبعد ١٠٠ متر من هنا…
انطلقت بحماس بعد أن مللت أكل مطعم الفندق الغريب، وإذ وجدت “الفادي” هو نفسه مطعم “الصفدي” الذي كان جارنا في بيروت، وقد كان المطعم الأعرق والأطيب.
دخلته وقلبي ينبض فرحًا وجوعًا الى الأكل اللبناني (الكبة النية واللحمة المشوية والقصبة النية)، هذه المأكولات التي لم نعد نأمن أن نأكلها الآن في بيروت نظرًا لانقطاع الكهرباء وأسباب أخرى يطول شرحها.
تناولت طعامي اللذيذ بنهم شديد لفرط جودته وجمال تقديمه مع الخبز الساخن طبعا ورحت اتأمل المطعم وجمال الديكورات، اناقة ونظافة وخدمة ممتازة وابتسامات وتحيات من كل النادلين في المطعم . اما الزبائن فكانوا من كل حدب وصوب، واستمتعت برؤيتهم وهم يأكلون بمتعة وفرح…
ناديت النادل وطلبت منه رؤية صاحب المطعم، فجاء الاستاذ فادي الصفدي وبادرته قائلة: “أهلا باللبناني المتفوق الناجح، هنيئًا لك هذا النجاح في بلاد متقدمة فيها ما فيها من كل الجنسيات ومئات المطاعم المهمة، ولكنك تميزت وتفوقت وشهرتك هنا خير إثبات على تفردك بالطعام اللبناني الأشهى والأطيب”.
قال بتواضع: “أنا هنا منذ ٢٢ سنة وعندي خمسة فروع وسعيد في هذا البلد، لكنّ قلبي يتقطّع على لبنان وما يجري فيه”.”
قلت: “كلنا نبكي على لبنان وكلنا نسعى لنهاجر منه، ولكن لن نقطع الأمل أن يعود وطننا كما كان، منارة الشرق وبلد الحضارة والرقي”.
اللبنانيون متفوقون اأنما ذهبوا، ولكن يبقى الوطن الأجمل حيث يجدون الكرامة والتقدير والأمن والأمان.
اتمنى التوفيق والنجاح الدائمين لمطاعم الصفدي المنتشرة في الإمارات كما أتمنى التقدم لكل لبناني شريف غادر وطنه ليسعى وراء لقمة العيش.
(Ambien)
