هل حقًا مات مظفر؟
حسن الخطيب
المظفّر لم يمت
يموت النوّاب
ويبقى الشّاعر أوّاب
يرجع كالصْدى
عبر المدى
يعشعش في الذّاكرة
يفرّخ
يغرب كالعنقاء
ديدنه البقاء
يمتصّ الآهات
ولا يضجر
يرثي
يهنّئ
يفخر
يبهر بالكلمة جمهورا
يجعل كلّ المستمعين
مدهوشين
بلا حرج
تعلو الأصوات وتجهر
اللّه أكبر.
هل حقّا مات مظفّر؟
هل مات الحرف الثّائر
يترك منصبه /ابن العزّ/
يركل مالا
ويهاجر
يثور
ويغضب
يعلن إيمانه تصريحا
وبنانه يفقأ عين الكافر
يسجن ظلما ويعذّب
محكوما جورا بالإعدام
ينقذه الرّبّ فيهرب
يشعل حربا بالأقلام
يطفئ شمس الظّلم
وسماءه يملؤها شعراً
يتشكّل أسراب غمام
تهطل حجراً من سجّيل
فوق رؤوس الحكّام
يشرب كأس المحرومين
ولا يسكر.
يزرع قمحا
يصنع ملحا
ويداوي بالكيّ جراحه.
بصراحه
يشتم سفهاء القادة
لا يأبى الّوم على شوك
وحذاءه خير وساده
لا يعذركم يا حكّام العالم
أعدلكم في رأيه ظالم
الظّلم بطبيعتكم عادة
وبظلمه واحدكم يفخر.
يا شعبا أرهقه الظّلم
لا يعرف طعماً للرّاحه
يلهث خلف رغيف الخبز
يلفحه البرد
يحلم بالدّفء بكانون
أو يقضم يوما تفّاحه
يتميّز عن كلب الحارات
أنّه لا يجرؤ
حين يجوع
أن يطلق للرّيح نباحه
يهلع
يهرع
يجري
بخياله يتعثر.
هل حقا مات مظفر؟
