الحلقة السابعة  والثلاثون من رواية “بَحر” لـ كابي دعبول

Views: 12

 

*”للصخور أسماء في الضيعة التي أبصرت فيها النور” (أمين معلوف-كتاب “صخرة طانيوس”)

 

يجلس حنا على صخرته المرتفعة فوق مياه البحر. يتأمّل الشاطئ الصخري وتراكض الأمواج باتجاه الشاطئ. يفرح، يحزن، يبتسم، يبكي، ناظرًا الى الأفق البعيد، يشكو همومه الى البحر، طالبًا منه الإتيان بأمل جديد يطفو على أمواجه المتراكضة نحوه. حتى بات لحنا مع صخرته عشرة وطول رفقة أمّنتا له ملاذًا آمنًا لمراجعة الذات والتأمّل. إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء، غير أن صخرة حنا تبقى الاستعارة الحقيقية الوحيدة الراسخة  في هذه الرواية، إذ كم من أمكنة تركنا فيها شيئًا من ذاتنا، مهما ابتعدنا عنها تبقى الملاذ الوحيد لذكرياتنا بحلوها ومرّها…

كابي

(٣٧)

 

في أحد الأيام سمِع حنا صراخًا داخل المطبعة فخرج من غرفة الإشراف الفني يستطلع الأمر وفوجئبعليّ يصطدم بالكلام مع مجموعة من الشبَّان يحملون مسدسات على خصورهم.

نجح حنا في فض الاشتباك بين الطرفين وسأل الشبان عن سبب الشجار مع علي.

-زميلك رفض طباعة منشورات نريد طباعتها.

ابتسم حنا قائلاً: إن زميلي لا يستطيع طباعة أي ورقة إلا بأمر خطي من الادارة.

-وأنت من تكون؟

-أنا المشرف الفني.

-إذًا خُذ هذه المنشورات واطبعها على الفور.

-لماذا يا بني تتحدّث معي بلغة الأمر؟ اصعَد الى مكتب المدير وتحدّث معه وهو يعطينا الأمر فنقومبتنفيذه.

-“لا بَدَّك تِطبَعُن”.

-يا بني أنا في عمر والدك وليس لي مصلحة في الكذب عليك. اصعَد الى مكتب المدير وكفى.

خرج الشبان من المطبعة وبعد قليل اتَّصَل مدير المطبعة بحنا وأمره بالطباعة ففعل. ومن ثمّ اكتشف حناأن المنشورات التي أشرف على طباعتها هي منشورات سياسية. غير أنه التزم الصمت وقام بتسليمالمنشورات الى الشبان بعد الانتهاء من طباعتها.

بعد إتمامه المهمة اتصل حنا بمكتب الاستاذ رفيق طالبًا منه موعدًا على عجل. فأشار عليه رفيق بموافاتهالى منزله ليلاً. (takes2fitness.com)

شرح حنا للاستاذ رفيق ما حصل معه في المطبعة فسأله رفيق: هل احتفظت بنسخة عن هذه المنشورات ياحنا؟

-نعم.

-“هات تا نْشوف”.

-تلاحقك السياسة يا حنا. ما أريده منك أن لا تتصدّى لأي كان وقُمْ بعملك فقط. الأوضاع ليست علىما يُرام والأجواء السياسية ملبَّدة. بتنا نخشى من تكرار بعض الحوادث الأمنية في عدة مناطق. أينبحر؟

-بحر في الجامعة وفي مسكن للطلاب قرب الجامعة.

-إذهب إليه غدًا واعمل على تنبيهه بما نبّهتك به.

(يتبع)

***

*إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *