رمزي علم الدين… “الطفل الأعوج حكي جالس”

Views: 313

زياد كاج

 “حرام هالصبي طالع اعوج” علّقت الجدة أم سعيد تقي الدين (الملقبة بالوزيرة) عندما رأت حفيدها المولود حديثاً، فقرر رمزي علم الدين أن يبرهن لجدته “ع كبر” أن بإمكانه لو طلع أعوج  أن يحكي جالس. وهذا ما فعله في كتابه الغني والمميز … احكي جالس (مذكرات) الصادر عن “دار نلسن”، 2022.

   بعقليني يُطرب لطقطقة القاف الدرزية، ورأس بيروتي عريق من المدرسة الى الجامعة فسوق العمل. درس في مدرسة “أي. سي.”   كان له فيها  أساتذة عمالقة . شفيق حجا درّسه التاريخ ومنحه علامة 60 على 100 في مسابقة معركة “مرج دابق” التي لم يحفظ منها حرفاً!

  نستنتج من سيرة حياة رمزي علم الدين الطويلة والغنية عائلياً واجتماعياً أنه كان ولا يزال رجل يعشق الأجواء العائلية والرياضية والنشاطات وشغف الحياة ويكره الجمود والقيود والقعود. لذلك اختار العمل في مجال السياحة والسفر وأسس شركته الخاصة (كوميت) قرب الجامعة الأميركية في بيروت بعد تخرجه منها في إدارة الأعمال.

  رجل علاقات و”حربوق” وصاحب روح مرحة ونكتة. دخل القفص الذهبي مرتين. في المرة الأولى لم يوفق، وفي الثانية لم يندم لا هو ولا شريكة حياته. كانت له علاقات طيبة مع مدراء شركة طيران الشرق الأوسط: الشيخ نجيب علم الدين، سليم سلام، ومحمد الحوت وغيرهم. عدا عن العلاقات مع أهل الفن والسياسة والفكر والثقافة.

  ظريف وساخر في خبرياته التي يسردها في مذكراته كأنه في سهرة مع الأصحاب: قصة سرقة سيارته واستعادتها من السارق في بريتال بمبلغ 4000 دولار، قصة زواج ابنه زياد وخبرية الاتصال الهاتفي من لندن، وخبرية زواج ابنته أمال، المحامية العالمية اللامعة، من الممثل جورج كلوني وما رافق ذلك من  إجراءات “العرسين” والتعارف في دبي مع الصهر “الغير شكل” القادم من هوليوود.

   الملفت في كتاب “إحكي جالس: مذكرات” علاقة الكاتب الطيبة مع أخواله من آل تقي الدين. فهو “مخول” كما يقال عندنا. يبدي رمزي إعجابه بخاله الكاتب والقيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي سعيد تقي الدين، وبهيج وزير الداخلية،  ومنير محافظ الشمال،  وبديع “الفاتح على حسابه”.

   رمزي علم الدين رجل من لبنان. نحن بحاجة لكثر من أمثاله. “شيخ الشباب”، المعروفي غير المتعصب، قدم لنا كتابه الغني بالصور كي يشاركنا تجربته المليئة  بالإنجازات والصداقات وبالشجاعة المنفتحة على المجتمع كافة دون عقد أو قيود.

الحياة فرصة… فلنغتنمها ولنحتفل بها.. قالها رمزي علم الدين فحكى “جالساً”.

 

 

 

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *