عن رمزي علم الدين في كتابه “إحكي جالس”: مخول.. عليم الله

Views: 24

سمير عطالله

عندما توفي خالي، الشاعر الملحمي بولس سلامة، كنت في باريس. وقد أجرى معي مدير إذاعة مونت كارلو الأستاذ أنطوان نوفل، مقابلة حول الفقدان. ومما سأل: 

“هل تعتقد انك مخول؟”

“وهل تعتقد أن من السهل على المرء أن يخوّل لبولس سلامة”؟

للصديق العزيز، رمزي علم الدين، ستة أخوال، من عمالقة لبنان: سعيد وخليل وبهيج ومنير وبديع ونديم تقي الدين. وقد تجاوز سور الإستحالة، وكان له من كل منهم شيئاً. (leankitchenco) ولو قرر الحصر، لكان فيه الكثير من سعيد تقي الدين، شيخ مشايخ الظرفاء والأدباء والنبلاء. والمؤسف أن رمزي اكتفى من الظرف بالمنادمة الشفهية، ولم يكتب مثل سائر العائلة. ولذا بقي معروفاً على نطاق ضيّق، ولم تذع شهرته في العالمين إلا بعدما تزوجت كريمته أمل من جورج كلوني، وصار للعائلة فروع في قصر العدل في لندن، ومنازل على بحيرة كومو، ونجوم تضاء في هوليوود.

ولم يكن على نجمة الصبح المتلألئة سوى أن تخول إلى فرع المحاماة في العائلة. والشيخ بهيج، الذي كان دخوله العدلية، يؤذن لهزيمة خصمه، حتى لو كان من طبقة نصري المعلوف وإميل لحود. وما اتفقت هيبة الشكل ومهابة العقل لأحد، كما تلبستا، عليم الله، مشايخ الدوحة البعقلينية.

بالنسبة إليّ، كنت أرى في سعيد تقي الدين، لمعة من القداسة الأدبية والتقشف. لكن أحداً لم يفرض، أو يفترض على ابن الأخت فريضة التبتل. ليس لسبب فيه، بل لعلة في النساء اللواتي كنَّ “يحمن” حوله مثل نحل بعقلين. ويقال أن الشيخ رمزي في شبابه، كان فتى الساحل والجبل وما بينهما من أسفار. وفي هذا الباب كان صعباً على الأخوال أن يجاروا شباب الجيل الثاني من رجال بعقلين. عليم الله.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *