جرجس الخوري المقدسي وقصة “الثعلب يربط والسنجاب يحلّ”

Views: 10

سليمان بختي

 

جرجس الخوري المقدسي (1869-1941).

ولد في طرابلس.

تخرج من الجامعة الأميركية وعلّم فيها.

له العديد من الكتب في النقد الأدبي والتاريخ

وإهتم بالنوادر والنكات العربية وجمعها تحت عنوان “المناهل”. 

 

 الثعلب يربط والسنجاب يحلّ

 

“شاب الأسد فضعفت همته ولزم عربته في الغابة، فاشتد عليه الجوع. فمر به ثعلب فشكا إليه الأسد ضيق الحال وطلب رأيه في العيش.

فقال الثعلب:” الرأي عندي أن تسمح لي بربطك إلى جذع شجرة ثم أدعو الوحوش للفرجة عليك. فمتى  اجتمعوا حولك أحل وثاقك فتبطش بأضعفها”.

فأذعن الأسد لما عرضه الثعلب، فأتى هذا بحبل وشد به الأسد إلى جذع شجرة شدا وثيقا ثم أعلم الوحوش بذلك قأقبلت من كل صوب لتستهزئ بالأسد الذي طالما استبد بها في زمن القوة، ولما حاول فك الوثاق لم يتمكن لأنه كان شديدا، وقد تركه الثعلب في ضيقه واشترك مع بقية الحيوانات بالضحك والاستهزاء، فعلم الأسد أن حيلة الثعلب جازت عليه فندم ولات ساعة مندم. 

وبينما الأسد في تلك الحال من الذل والهوان كان في الشجرة فوقه سنجاب أخذته الشفقة على سيد الحيوانات فنزل واقترب منه وقال:” مولاي هل تأذن لي أن أفك وثاقك وأهبك الحرية؟”

فأخذ الأسد يهز رأسه مستخفا بذلك الحيوان الضعيف.

فقال السنجاب: “ما لك تحتقر طلبي يا أبا الأشبال؟ فمر عبدك هذا يفك وثاقك”.

فأذن للسنجاب في قطع الحبل، ولم يمض وقت طويل حتى أطلق الأسد من قيوده فهربت الحيوانات من حوله ورجع السنجاب الى الشجرة، وبقي الأسد الهرم وحده منفردا ولسان حاله يقول: “قبِح زمان أصبح فيه الحق للثعلب أن يربط وللسنجاب أن يحل. فيما موت زر إن الحياة ذميمة”. 

*مجلة المورد الصافي-بيروت – الجزء 16- 1931

(https://www.ebsta.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *