الدولار بين سِعر الشعير وسِعر الحمير

Views: 454

سليمان بختي

لا أحد يستطيع تفسير أسباب صعود الدولار أو هبوطه في بلادنا.

حتى ولو إستمعت إلى أصحاب الشهادات والكفاءات وأصحاب الخبرات وجماعة “الخود والهات” فلن تستطيع فهما أو تفسيرا.

يروي سلام الراسي في كتابه “شيح بريح” هذه القصة: 

سألت الشيخ فريد الدحداح رئيس مجلس الخدمة المدنية عن وسيلة ليحسن أوضاعي بالنسبة لكفاءاتي وخبراتي فراح يفتش  في القرارات والقوانين ليقنعني بأن الدولة على حق في ترقية أصحاب الشهادات دون أصحاب الكفاءات…

“التقيت رجلا قرويا فشكوت له سوء حالتي وأن من هم أصغر مني عمرا صاروا أرفع مني قدرا لأنهم يحملون شهادات عالية.

قال الرجل: هذا حق فالمثل يقول ” إذا ارتفع سعر الشعير بيهبط سعر الحمير”.

قلت له “سامحك الله”

وقفلت راجعا ودخلت على الشيخ فريد الدحداح قائلا:” اقتنعت أخيرا أن الدولة على حق. فقد التقيت قرويا من بلادي حكم لمصلحة الدولة وأقنعني بمثل شعبي بسيط  ما عجزت  عنه جميع القوانين والقرارات والبلاغات في مجلسكم  الكريم، والمثل يقول:” إذا إرتفع سعر الشعير بيهبط سعر الحمير”.

تأمل الشيخ فريد بمضمون المثل وقال:” لو جمعنا كل علماء الاقتصاد وطلبنا منهم أن يضعوا لنا قادة تحدد العلاقة بين غزارة الإنتاج وهبوط الأسعار والعكس، لما استطاعوا أن يجدوا أبلغ من هذا المثل”. 

في لبنان من يستطيع أن يفسر ما يجري؟ 

الدولار وأسعاره ، الغلاء وناره، الخبز والطحين وأزمته، التيار الكهربائي وأسطورته، الماء وشحه، الدواء ونيرانه، العيش وشظفه، الأمل وضيقه، المستقبل وتبدده. 

كيف يمكن الخروج من هذا النفق القاتل المفضي إلى الجحيم.

ويختم سلام الراسي بهذه الردة لجارنا بو الياس:

“محتار بأمرو بوالياس/ ليش الناس  جناس جناس  / في ناس بتركب ع جحاش/ وفي جحاش بتركب ع الناس”. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *