باولو كويلو وقصة بناء الإنسان

Views: 397

سليمان بختي

 

اخترت هذه القصة القصيرة للكاتب البرازيلي باولو كويلو من كتابه “كالنهر الجاري” (2006). لأنها تعدنا بأهم مدماك للبناء الإنساني ووعد بحياة أفضل ومكان أفضل، ولا يتأمن ذلك بدون العمل لأجل بناء الإنسان.

باولو كويلو هو قاص ومؤلف وروائي برازيلي له العديد من الروايات المشهورة حول العالم وأهمها رواية “الخيميائي” التي ترجمت إلى 80 لغة وفاقت مبيعاتها 100 مليون نسخة.

 ولد في مدينة ريو دي جانيرو 1947 وعاش طفولة صعبة ومراهقة قاسية ولم يلق تشجيعا ودعما من أهله لتحقيق حلمه في أن يصبح كاتبا. عانى من تعاطيه المخدرات والكحول ولكنه تجاوز هذه الأمور نحو آفاق أبعد وأعمق.

 

التحق بكلية الحقوق ثم تركها ليشبع رغبته من الجنس والموسيقى والطبيعة والشعر.

 سجن ثلاث سنوات وتعرض للتعذيب بسبب نشاطه السياسي.

 نشر أول كتاب له بعنوان “أرشيف الجحيم” عام 1982 ولم يلق النجاح. كانت نقطة التحول في حياته أثناء زيارته إلى أسبانيا عام 1986 ومشى 500 ميل في طريق سنتياغو كومبوستيلا ( الحج ) وشعر بصحوة دينية طوال الطريق وكتب رواية عن تجربته بعنوان “حج كومبوستيلا”.

 عام 1987 أصدر “الخيميائي” وهي قصة صبي راع أندلسي يقوم برحلة صوفية وتعلم لغة العالم وصار أهلا ليحقق رغبات قلبه. غدت الرواية ظاهرة ملهمة لكثيرين وعرفت نجاحا لافتا.

واظب كويلو على نشر كتاب كل سنتين وبلغ عددها 30 كتابا. ويشجع فيها على روحانية ذاتية حميمة. آخر أعماله” حكايا عيد الميلاد” (2021) أما هو فيقول: “أكتب لنفسي. أما عن ردة الفعل فهي ترجع إلى القارئ. ليس من شأني إذا أعجب الناس بالكتب أم لا”.

 يردد باولو كويلو دائما: “هناك شيء واحد يجعل من أحلامك مستحيلة: الخوف من الفشل”. أو “تذكر أحلامك وقاتل من أجلها فهي تبلغك عما تريده منك الحياة”. و”الصبر هو الفضيلة الأولى التي يتعلمها الراعي”. و”إن الساعة الأكثر ظلمة هي التي تسبق شروق الشمس”. و”إبحث عن الحب أولا وكل شيء آخر يأتي لاحقا”. و”الحالمون لا يمكن ترويضهم أبدا”. وأخيرا “لا حياة تكتمل بدون لمسة جنون”.

 

القصة بعنوان “الأب والجريدة” وفيها يقول:

” كان الأب يحاول قراءة الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته، وحين تعب الأب من شغب ابنه، قام بقطع صفحة من الجريدة مطبوع عليها خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة. وطلب من ابنه أن يعيد تجميع الخريطة ظنا منه أن الولد سيضيع يومه ووقته في جمعها. إلا أنه لم تمر دقائق قليلة حتى عاد الولد وقد أعاد ترتيب الخريطة. فتساءل الأب مذهولا:” هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا وتساعدك في تجميعها؟ ” فرد الطفل قائلا:” لا، لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الصفحة، وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم”. عبارة عفوية وذات معنى عميق لبث الوالد يرددها “عندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *