ناجي سعيد… “وجه الكتاب”

Views: 465

 

صدر عن دار نلسن في بيروت ديوان “وجه الكتاب” للشاعر ناجي سعيد. يتألف من مشاهد ثلاثة: المشهد الأول: وَجهُكِ، المشهد الثاني: شويّة حكي عن وجّك، المشهد الثالث: ِهيك وهِيك. في ما يلي المشهد الأول: وَجهُكِ

 

وجهك في ذاكرتي: لاشريك له.

وجهك: لافتة في ذاكرتي مكتوبٌ عليها “نهاية الطريق”..

وجهك:شمسٌ. قلبي:رجل ثلج، نقطة انتهى

وجهكِ
.. يصنعُ

خُبز قلبي

وجهك: حارس حدود ذاكرتي، لايختم الجواز لأي وجه آخر..

وجهك: حين يُستلّ من غمده/ ذاكرتي، ينزفُ قلبي.

الغيوم : آثار أقدام وجهك حين ينتعل قلبي ويرقص في الفضاء.

حين يبهُت لون حياتي،

أُغمس قلبي في حبر وجهك،
وألوّنها من جديد.

وجهُك

مبيدُ الفراغ،
ابتسامتك سيلٌ
جارف يملأُ تجاويف
الذاكرة.

يصرخ قلبي، ودائمًا يجيب الصدى: وجهك.

 

وجهك الناجي الوحيد من تايتنيك ذاكرتي.

قلبي

ينزوي في
ذاكرتي الإنفراديّة،
مُحاطًا بجُدران،
وجهك.

 

عشقتُ وجهَك علاجًا لقلبي المريض، فكان أن تآخى الداء والدواء .

وجهك

مرساة ذاكرتي: نديم فراغي.
رصيفُ ابتسامتك يأويني- مُتشرّدًا- يبحث عن
حافلاتٍ سريعةٍ
لا تقرأ وُجهة حياتي.
أقطعُ تذكرةً،
أترُكُ وجهك كعجلةِ باصٍ
نائمة في ذاكرتي.
محطّة تفوتني، قلبًا بلا
تذكرة، يثقب السائق
ذاكرتي، ويقود باتّجاه آخر.

 

وجهُك: ليس زائرًا مياومًا، بل هو من السكان الأصليين..
أتنقّل بين المدن، ورغم فوارق التوقيت : وجهك ثباتُ نهاري وليلي دائمًا .
أيضًا: وجهُك كائن أحلامي .
وجهُك شمس أبدية، تثقب غيمة خريف عابرة.
وجهُك : رجع الصدى الدائم لحالة الحب الأبدية.
وجهُك : مُستعمر المساحات ، حتى الخالية منها..
وجهُك: “الشمال” في بوصلة ذاكرتي.
أرمي معطف ذاكرتي
على حفرة الماء-كما الأفلام-
ورغم لياقتي،يرفض
وجهُك العبور إلى النسيان.
أحب من الوجوه ما شابه “وجهَك” ، وكان منه مُدانيا.
وجهُك: ليس احتلال المساحة..بل المساحة أصلاً.
كضفدعٍ يقفز قلبي على وريقاتِ ابتسامةِ وجهِك، ولا بحيرة للغرق.
قلبي المبحوح، من مناداة وجهَك دائمًا ..
وجهُك: حديثي مع الأصدقاء، كلّ حياة.
“من الأجمل يا مرآتي؟”: وجهُك.
وجهُك: إيديولوجيا ذاكرتي.. المتعصّبة.
أرسم صور الأشياء من كثافة كلماتها،
ومن أقلّ الحروف رائحةً:
يُنحت وجهُك في ذاكرتي.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *