لا شروط ولا مواصفات

Views: 299

خليل الخوري

مع اقتراب الأول من أيلول (بدء سريان مهلة انتخاب رئيس الجمهورية) يُسَجَّل تضاؤل الأمل في أن تُجرى عملية انتخاب رئيس لبناني جديد، يفتح انتخابه ثغرة في جدار الفواجع والكوارث والمآسي التي يعانيها اللبنانيون، وما يرافقها من ضربات تقع على رؤوسهم بتواصل مذهل واستمرارية لا يبدو أن لها نهاية في المستقبل المنظور.

وليس ثمة في الأفق ما يدغدغ مشاعر الناس (ولو دغدغة غير واقعية) في هذا البلد الصغير المعذّب… والعكس صحيح، فالأبواب المغلقة تزداد صفاقة، والأمل المنشود يبدو أملاً مفقوداً، وجدار اليأس يبدو عصياً على الحلول.

والسؤال: كيف نجحت هذه الطبقة الهجينة في «التفوق» وإحراز قصب السبْق في إسقاط هذا الوطن، وبامتياز، وربما بعبقرية في التخريب لم يسبقها إليها أحد، ليس في لبنان وحده، بل على مستوى البلدان والشعوب في الزوايا الأربع من المعمورة قاطبةً.

ولا ينقطع الحديث عن «المواصفات» حيناً، وعن الشروط أحياناً، حتى ليضيق بياض الصفحات وموجات أثير الإذاعات، وشاشات التلفزة، ومدونات الإعلام الإلكتروني إلخ… عن استيعاب تلك الشروط والمواصفات، خصوصاً وأنه يكفي الاستماع الى عبارة أو مشاهدة فقرة واحدة، أو قراءة سطر واحد ليعرف المتلقي مَن هو الذي يقف وراءها، سيان أكان مرشحاً رئاسياً مباشرة (بذاته) أو بمرشح آخر يدفع به إلى غمار معركة شرسة لن يُعرف من سيحرز قصْب السَبْقِ فيها.

وبعيداً عن دوّامة الدوران في دوامة المواصفات، ومتاهة الشروط، لا أحد يسأل الرأي العام عمن يريد اللبنانيون أن يرتقي سدة الرئاسة الأولى.

ولسنا ننطق باسم الشعب، ولا باسم فرد واحد منه. فقط نعرف من إحساسنا بالمسؤولية والمواطنية، نرى أن الناس تريد رئيساً ليس على خصام مع الجميع، وحتى لو استعداه الجميع، فباسم المسؤولية عليه أن يستوعب ما استطاع إلى الاستيعاب سبيلًا. وعلى المرشح الرئاسي أن يبدأ على القاعدة الذهبية: «الأقربون أولى بالمعروف»، فيباشر بتمهيد الطريق لأطيب العلاقات مع منافسيه، في بيئته الطبيعية، ثم ينطلق منها إلى سائر الأطياف اللبنانية ومن ثم الخارج القريب والبعيد.

وبين المرشحين الأشاوس: أيّهم يتمتع بهذه المزايا، ولا نقول المواصفات والشروط؟!.

(www/theseedpharm.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *