هل الانفجار قدَر ؟!
خليل الخوري
إحدى المؤسسات غير اللبنانية المعنية بشؤون استطلاعات الرأي العام (وهي تابعة إلى هيئة ذات طابع دولي) رصدت رقماً خرافياً لكلمة «انفجار» التي استُخدِمت في وسائط الإعلام في هذا البلد الصغير المعذّب، خلال يوم واحد.
المؤسسة لجأت، في إعداد دراستها، إلى برمجة إلكترونية أخضعت لها الصحف الورقية، والإعلام المسموع، والمرئي، والمواقع الإلكترونية والكثير مما يحفل به الفضاء الرحب من وسائط التواصل…
وتوصلت إلى رقم لافت جداً: ٦٧٣١ مرة وردت كلمة «انفجار» سواء مباشرة أو مداورة، في العناوين أو في المتون، في المقالات أو في الأخبار، في التحاليل أو في التحقيقات، في التصريحات أو في البيانات، على المنابر أو في الاحتفالات على أنواعها. إلخ…
وخلصت الدراسة إلى التحليل الآتي:
أولاً – باتت كلمة انفجار بمثابة لازمة لا بد من استخدامها، تأكيداً أو تحذيراً، في كل ما يتعلق بأحد الفراغين الحكومي والرئاسي أو بكليهما معاً.
ثانياً – 56 في المئة من الذين استخدموا الكلمة كانوا شبه جازمين بحصول الانفجار في لبنان، 30 في المئة اعتبروه احتمالًا، 14 في المئة استبعدوه.
ثالثاً – في التحليل إن الدراسة ربطت بين تكرار الكلام على الانفجار وارتفاع منسوب الخوف من «المستقبل المجهول» لدى اللبنانيين.
رابعاً- في تقدير واضعي الدراسة أنه مع تكرار الكلام بشكل يومي على الانفجار، وبهذا الكمّ الكبير، باتت الهجرة (المرتفعة أساساً) مطمحاً شبه شامل للبنانيين.
خامساً – تؤكد الدراسة أن التركيز على الانفجار الآتي وبهذين الإصرار والتكرار، خلق نوعاً من «فوبيا» لدى الكثيرين من الشعب اللبناني.
هذا، باختصار، ما توصلت إليه الدراسة التي رفعها القائمون بها ومنفذوها إلى القيمين عليها خارج لبنان.
وعلى صعيد شخصي لا نؤمن بأن الانفجار هو قدر لبنان واللبنانيين، وإن كنا حذرنا ذات «شروق وغروب» من السلاح الذي تتسع رقعة انتشاره فلم يبقَ اقتناؤه وقفاً على فريق بعينه، ومن التدريبات العسكرية لدى أطراف عدة. وذلك ليس لأننا متفائلون بالآتي من الأيام وما قد تحفل به من تطورات إنما لأننا ما زلنا على ثقة بأن جيشنا اللبناني لن يسمح بأن يفلت حبل الفتنة على غاربه.