ميلوني وشعار الكتائب

Views: 95

خليل الخوري

قد يكون من حق رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب الشيخ سامي الجميل أن يُطالب السيدة جورجيا ميلوني، التي ستكون أول امرأة تتولى رئاسة الوزارة في إيطاليا بعطل وضرر كبيرين لأنها «سرقت» شعار حزبه (الله والوطن والعائلة) وخاضت على أساسه معركتها الانتخابية، باسم حزب «فراتلي ديتالي» (الاخوة الإيطالية) وحصلت، بتحالفاتها، على الأكثرية التي مهّدت الطريق أمامها لتكون حاكمة إيطاليا.

اقتحمت هذه السيدة الأربعينية غمار الانتخابات مع الموجة اليمينية المتطرفة التي تتصاعد في أوروبا، في هذه المرحلة، لتحقق في إيطاليا تغييراً جذرياً، متحالفة مع حزب «الرابطة» اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سيلفيني، وحزب «فورزا إيطاليا» بقيادة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، الشخصية الأكثر جدلاً في تاريخ إيطاليا الحديث.

هذا الفوز دفع بأحزاب اليسار ووسط اليسار إلى إعلان تخوّفها الذي وصل إلى حد «الحزن» كما نقلت وسائط الإعلام العالمية عن قياديين في غير واحد من تلك الأحزاب.

صحيح أن نسبة الإقبال على الانتخابات لم تكن عالية، وقد بلغت 64 في المئة من عديد الناخبين، ولكنها عموماً ضمن المعدل الذي يُسجّل في معظم البلدان الأوروبية. وانتخابات الجمعية العمومية الأخيرة في فرنسا خير مثال.

والواقع أن اليمين المتطرف يجتاح أوروبا، والانتخابات العامة التي أُجريت أخيراً في البلدان الأوروبية أوصلت هذا اليمين في غير بلد، وعلى سبيل المثال لا الحصر السويد وإسبانيا وبولونيا وسواها (…).

والقضية الأساس التي تشغل الرأي العام في أوروبا وتلَقّفها اليمين هي تدفق المهاجرين، خصوصاً من آسيا وأفريقيا والمطالبة بالحد من هذه الهجرة للوصول إلى منعها بتاتاً إلّا بشروط قاسية جداً، ثم على الصعيد الاقتصادي طلب المزيد من الرفاهية المعيشية، (إيطاليا ذات اقتصاد مستقر مصنّف بين الأوائل في العالم)، وعلى الصعيد الاجتماعي معارضة صارمة للإجهاض الذي أباحته دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية حتى عندما يكون الجنين في الشهر السابع على تكوينه في أحشاء الأم! والمسألة الأخرى التي يُشدّد عليها اليمينيون المتطرفون هي موقفهم المعارض مبدئياً للمثلية الجنسية، والمعارض بقوة لتبني المثليين الأولاد إلخ…

والسيدة جورجيا ميلوني ليست تلتقي فقط مع حزب الكتائب في شعار «الله والوطن والعائلة» الذي نكرر أنها رفعته في معركتها الانتخابية، بل هي في بلد يلتقي مع لبنان في صعوبة تشكيل الحكومات، وثالثهما في هذه النقطة بلجيكا… مع فارق أن لديهم هناك، إداراتٍ تقوم بواجبها كاملاً بحكومة ومن دونها، أمّا عندنا فـ «سائرة والرب راعيها».

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *