الخارج يتفرج
خليل الخوري
يقول الديبلوماسي الغربي عاشق لبنان ان ما توافر لديه من معلومات أكيدة يبين أن الانتخابات الرئاسية في لبنان «مؤجلة الى أجل غير مسمّى». وتأكيداً على هذا الإستنتاج يضيف قائلاً: إن الجهات الخارجية الأكثر فاعلية في الاستحقاق كانت، حتى العقد الماضي، وقفاً على الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والفاتيكان. و«شبه دور» لموسكو عاصمة الاتحاد السوفياتي «المنحَلّ». وفي المنطقة العربية كانت سوريا ومصر. وفي المرحلة الراهنة أضيف عنصران إقليمي وعربي الى التأثير. الإقليمي هو الجمهورية الاسلامية في إيران، والعربي هو المملكة العربية السعودية.
ويضيف: الرياض قادرة، إن شاءت. ولكن قرارها، اليوم، هو النأي بالنفس عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وهذا لا يعني أنها غير مهتمة أو غير متابعة، ولكنها لم تتدخل، ولم تتخذ قراراً بالتدخل حتى الان.
ويسترسل قائلا: أما إيران فليست في حاجة الى التدخل المباشر، فالقرار يتخذه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وقد اتخذه بالتأكيد…
واستطرد: وعلى الصعيد المصري فالواضح أنه ليس للقاهرة مرشح رئاسي في لبنان، ولكنها معنية بالتنسيق مع أطراف عدة عربية وأجنبية إنطلاقاً من حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على الاستقرار في لبنان وإعادة ظروف «الطمأنينة» الاقتصادية والمالية اليه.
وماذا عن الفاتيكان؟ يجيب الديبلوماسي الغربي الذي يحب لبنان ويعرفه جيداً: قداسة البابا لا ولن يرشح أحداً، ولكنه يهتم بالتنسيق مع بكركي و«بعض الشخصيات» المارونية التي لا تزال تحظى بالرضى و «البركة الرسولية» ، وهي باتت قليلة ومحدودة العدد بل نادرة. وفي مختلف الأحوال فإن «الكرسي الرسولي» يتباحث في «المسائل» اللبنانية مع فرنسا، وقد يكون الأمر مفاجئاً اذا قلت لك ومع ألمانيا أيضاً. ولا تسألني عن ألمانيا التي كان لها دور كبير (غير معلَن) في بلدكم، خصوصا في سبعينات وثمانينات القرن العشرين الماضي، وهذا شأن آخر …
ويتحدث عن موقف فرنسا فيصفه بقليل التأثير لاسيما بعد النكسة التي أصيب بها إيمانويل ماكرون في تراجع شعبيته، وأيضاً في عدم قدرته على تأمين أكثرية نيابية، في ضوء نتائج الانتخابات العامة (الجمعية العمومية).
وبالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية يرى الديبلوماسي الغربي الصديق أنها منهمكة في قضايا «أكبر وأهم» من شؤونكم. وهي، على كل حال، تصرف اهتمامها الى حرب اوكرانيا، كما أنها معنية بتمرير الترسيم المائي بينكم وبين إسرائيل، ويعنيها مَن يكون قائداً للجيش أكثر مما يعنيها من يكون «نزيل قصر بعبدا». وسأخبرك سراً وهو أن الولايات المتحدة التي لا تريد رئيساً حليفاً لحزب الله كما يعرف الجميع، قد فقدت الكثير من الثقة بـ «معظم أحبابها» في لبنان، ولم تعد ترى فيهم قدرة على الفاعلية.(…).