سجلوا عندكم

تبكي الأبجدية

Views: 492

   أسعد المكاري 

 

تبكي الأبجدية أرزة من أرزاتها..

 تبكي السماء..

 تبكي بيروت.. 

يحترق المداد..

 يحترق الحرف لوعة وانكساراً..

 يغيب محمد علي شمس الدين القامة الشعرية السامقة، الإطلالة المشرقة في سماء القصيدة، لا بل في سماء الوطن لما تحمله حروفه من قضية ومن جمال.. 

يغيب محمد علي شمس الدين في زمن الأوجاع وكم توجّع القصيدة، وكم توجّع بيروت والجنوب وكل لبنان..

 هذا الشاعر الذي عجن قصيدته بتراب لبنانه وبأحاسيسه، وكانت عيونه أبداً صوب الشمس تحابي الأمل، توادع الرجاء، وتعلن ثورة الرفض فيأبى حرفه أن يخضع.. 

يغيب محمد علي شمس الدين وتبقى القصيدة المسحوبة من أكمام الله تعيد صدى صوته وصمته وجرحه، ليبقى حاضراً في يومياتنا ومعاناتنا وقضايانا، وتبقى القصيدة السامقة الجليلة الراقية لـ أبعد من هتافاتنا وأمانينا، القصيدة الدافئة المرنة اللؤلؤة التي تحاكي الروح العاشقة.. 

نم قرير العين واطمئن أنك في قصيدتك تحيا وتحيا بك الأجيال.        

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *