الإنسان وتجاوز الذات

وفيق غريزي

 

لماذا لا يتجاوز الانسان ذاته؟ 

ويبقى أسير الحيوان الكامن في الأعماق 

حين نشرب كؤوس الخمرة المقدسة

حين نتثاءب ونغرق في النّوم 

حين لا يعود لدينا ما يبرر وحدتنا 

لا الحرب يزجنا بنارها الشيطان 

ولا القرف 

ولا السأم 

ولا الكوابيس السوداء 

ولا الأحلام البيضاء 

حين يهجّر من سمائنا القمر 

لا نور 

لا نسائم 

لا أمل…

 حين يصبح الناس 

مجانين وسكارى

يائسين، فجارًا واشرارا 

حين نفتح جماجمنا ونملأها ذبابا 

ودخانا 

حين لا يبقى الا باعث واحد 

يضع بغير مقدار 

الاثرة والايثار 

عندها تدوّي رصاصة 

تميت فينا الصمت والأفكار .

***

زمننا زمن القتلة والدجالين 

يستغلون لأهدافهم الدنيئة

الشرائع والدين 

عمرنا يتناثر مثل اوراق الخريف 

اذا اجتمع العقل والحب والحكمة 

تولد العبقرية 

الساهرة على كنوز النفس 

التي تتفجر كوثرا ورحيقا 

جنين يخرج من عتمة الرحم 

الى عتمة الوجود 

يكبر كالأشجار 

يكبر في اجلال 

داخل حركة الزمان 

يحقق شكلا جديدا 

يطوف حول المدار 

 على لهيب الرؤى والأشعار 

يصير رغيفا

ونبيذا للجائعين 

اسطورة لكل حين 

***

تجثم الدهشة على الصدور 

لا بد أن تسطع الأنوار 

هنا، اتجاوز الذات 

وينقضي عصر الجمود 

ويزول الذل والهوان 

ارتفع ذاتيا 

بالإرادة 

بالامتلاء 

برؤية الوجود في الأعماق 

والابعاد

زمن مضى

عسى لا يُعاد …..