رحيل المطرب السوري ذياب مشهور المعروف بأغاني دير الزور و”صح النوم”
سليمان بختي
مطرب السجون والمعتقلات، هكذا قدم (غوار) دريد لحام المطرب السوري ذياب مشهور (1946- 2022 توفي عن 76 عاما ) في مسلسل “صح النوم” 1972 و”ملح وسكر” في مشهد السجن. وكذلك قدمه في مشهد آخر (ابو عنتر) ناجي جبر بقوله “زميلي في الغناء والطرب الشعبي”. وهكذا عرفه اللبنانيون وشاهدوه على شاشة التلفاز في السبعينات وقدروا صوته.
ومن أشهر أغانيه ” يا بوردين” (معناها الثوب) التي غناها في المسلسل المذكور وبدأ إيقاعها على صوت القبقاب. و”ميلي عليي ميلي” و”عالمية عالمية”و” نمنم خانم” و”طولي يا ليلة” و”شفت الزين” و”بوذية يا عويد الزل” وغيرها.
كما غنى مع المجموعة في “صح النوم” الأغنية الشعبية “لولو لولو لولالي الله محيي شوارعكي يا بلادنا المعمورة”.
وكلها أغاني رسخت في ذاكرة الجمهور في سوريا ولبنان والعالم العربي.
اسمه الحقيقي ذياب مشهور البوخابور من مواليد 1946 بلدة موحسن في دير الزور.
بدأ مسيرته الفنية عام 1958 وتعلم على يد الموسيقي الكفيف يوسف جاسم المقامات الشرقية وفنون الأداء.
في منتصف الستينات نزل الى دمشق وعانى احوال العيش الصعب ونام في الحدائق و اكل الخبز اليابس قبل ان يتيح له الملحن عبد الفتاح سكرالفرصة للمشاركة في حفلة غنائية.
عام 1969 اعتمد مطربا بالإذاعة. وبدأ يعرف كصاحب خط مميز في الغناء الفراتي.
لمع نجمه في السبعينات.
اشترك في في العديد من المسلسلات ولكن الأهم مشاركته في مسلسل “صح النوم” مع دريد لحام ونهاد قلعي و”ملح وسكر” وغيرها.
كتب كلمات أغانيه ولحنها مستلهما تراث دير الزور.
ولكنه تعامل ايضا مع كبار الملحنين في سوريا مثل سهيل عرفه وعبد الفتاح سكر وامين الخياط.
لفت انتباه الموسيقار فريد الأطرش بعد أن أعجب بلونه الغنائي عندما استمع اليه بالصدفة في استوديو الإتحاد في بيروت.
سافر في حفلات عديدة في البلاد العربية واوروبا وأميركا وحققت اعماله نجاحا.
في التسعينات انكفأ ذياب مشهور نتيجة اصابته بأمراض قلبية وجلطات دماغية أوصلته الى اعتزال الغناء في عام 2004.
عام 2019 كرمته وزارة الثقافة السورية وهو جالس على كرسي لإصابته بشلل نصفي.
ترك ذياب مشهور بصمة طيبة في الغناء الفراتي التراثي في سوريا والعالم العربي وحاول جاهدا ان يسعى وراء مشروعه وحلمه، وان ينشرهذا اللون ويصعد به من السهل والبادية والنهر الى المستمع العربي في كل مكان.
شيء يجعلنا نتذكر نهاية اغنيته” عالمية عالمية” والتي تقول :” والله لاتبع اثرها مهما تكون النهاية”.
