الشاعر، الكاتب والبحّاثة خالد غطاس: اهتمامي بالسلوك البشري يتعدى مستوى الوطن ليصل إلى البشرية جمعاء

Views: 276

ليلى الداهوك 

تكتسح صورته وإرشاداته القيمة للسلوك البشري والتصويب الإجتماعي، وسائل التواصل الإجتماعي وتدخل إلى كل بيت وقلب، بِطَلة رصينة، باسمة، مقربة في آن واحد. فمن هو الدكتور خالد غطاس ما هو تخصصه، وما الذي دفعه إلى هذه الرسالة؟.

إلتقيته على هامش زيارته إلى لبنان لإجراء مقابلة إجتماعية لمجلة “الأمن” عن تزايد الجريمة، والفضول يعتريني للتعرف إليه. فسيطرت عليَّ رهبة اللقاء وطلبت منه مقابلة ثانية تُعرفنا جميعا إليه، أضعها هنا بين نبضكم والوريد.

دروب القمر ومساكب الورد 

حين تلتقيه وتحاوره، تتلمس دروب القمر في القرية وترسم للمحبة مساكب ورد وحبالا من حرير، وتتدلى عناقيد الضوء من كلماته الحبلى بعشق الحياة والعطاء، ويتسرب الشروق من قوة إشتعال همه على البشرية والغد من خلال الإنسانية والقيم والوحدة.

شمولي ينبثق من طيبة أرض وطنه لبنان إلى الإنسان أينما كان من أجل غد أفضل يضمن بقاء الحياة الجميلة المنظمة المتوازنة.

 إنه الدكتور الشاعر والكاتب خالد غطاس المتخصص بالكيمياء التحليلية والعضوية والحائز على دكتوراه في علوم الأحياء (دراسة الخلايا وبنيتها وأدوارها)، والمتخصص أيضا في إدارة الأعمال الدولية وفي فن أصول القيادة.

يركز الدكتور غطاس إهتماماته وقراءاته ووقته على كل ما يختص بدراسة السلوك البشري لمحاولة تحليل وتفسير تصرفات الناس كأفراد أو كمجموعات، وذلك من النواحي البيولوجية والإجتماعية والنفسية بشكل مترابط، ويلاحظ علاقة هذه النواحي بالمعطيات الجينية والتربوية والبيئية والأخلاقية ليضع إستنتاجاته أمام متابعيه بقالب السهل الممتنع، البسيط المحمل بالعمق والقريب من القلب والعقل لتعميم الفائدة على الصعيد العام، دون تمييز بين لون أو جنس أو دين أو وطن. وهو أيضا كاتب وشاعر له العديد من الإصدارات، يجمع معارفه وعلومه وثقافته وخبراته الحياتية ويضعها تحت تصرف كل راغب في التعلم والتقدم وكل سالك في دروب النور والحق والحياة.

 

صناعة الأدوية للأمراض المستعصية

ويقول الدكتور خالد غطاس أن أكثر ما يساعده في مسيرته هو علم الأحياء، أي فهمه العلمي لجسم الإنسان الذي يوظفه ضمن المفهوم الإجتماعي ليطرح أفكارا مثمرة. وردا على سؤال حول الدافع لجمع كل هذه الإختصاصات قال: منذ طفولتي تجذبني القراءات التي تعنى بالإنسان وتفكيره وعلاقته بمحيطه، وكل ما ومن حوله، من الوطن إلى الله، إلى من يحبهم ويكرههم. ولطالما تابعت تغذية هذه الجزءية في نفسي، ثم درست علم الكيمياء وتخصصت في مجال صناعة الأدوية للأمراض المستعصية وخصوصا مرض السرطان.

اضاف: عندما أنهيت الماجستير قررت متابعة عملي في المجال نفسه بطريقة أشمل فتخصصت في الدكتوراه بعلوم الأحياء وتركيبة الدماغ البشري. عملت بعدها مستشارا للأبحاث السريرية أي الأبحاث على الأدوية ونظم تطبيقها، وسرعان ما تقدمت في عملي لأصبح مدير المؤسسة التي أعمل فيها. من هنا رغبت في تغذية خبرتي ومعارفي في الإدارة فدرست إدارة الأعمال واكتشفت أن أي عمل أو دور ناجح يتعلق بشكل مباشر بطريقة وتوقيت وكيفية إتخاذ القرارات، وهذا الأمر من أهم سمات القائد أو المدير أو الأب والزوج والطبيب الناجح إلى كل الإختصاصات والأدوار الأخرى. وبما أن دراسة القرارات والطريقة التي يتخذها الإنسان والتأثيرات عليه تستهويني، فقد درستها بشمولية من كافة الجوانب المنطقية والعلمية والنفسية والبيولوجية مجتمعة، وحاولت التعمق في السلوك البشري الذي يدفع الإنسان إلى إتخاذ قرار معين وماهية القرار وتأثير الظروف على القرارات اللحظية أو تلك الثابتة العميقة التي تتعلق بمسيرة حياة الفرد وتحددها.

الوعي وتصحيح مسار الانتماء

وفي سؤال عن رأيه بمشكلة الإنتماء التي نعاني منها، أكد الدكتور خالد أن أغلب اللبنانيين ينتمون إلى وطنهم ويحبونه ولكن المشكلة تكمن في توجيه هذا الإنتماء وترتيب الوعي بتصحيح مسار الإنتماء.

*ما هو الدافع وراء اهتمام دكتور غطاس بالسلوك البشري وتخصيص وقته لتصويب المسارات؟ 

-إن إهتمامي بالسلوك البشري يتعدى مستوى الوطن ليصل إلى البشرية جمعاء، إلى الإنسان في كل مكان فالأزمات المتتالية تحاصر الإنسان اليوم أينما حل، وهنا تُطرح الأسئلة: هل البشرية تتعامل بشكل صائب مع وجودها؟ وما هي أسباب هذا التخابط؟ وكيف يتم تعديل المسار وتصويبه؟ أحيانا أنطلق في إطلالاتي عبر وسائل التواصل الإجتماعي من نموذج قريتي إلى الوطن والعالم وأحيانا أخرى أنطلق من عائلتي ونفسي إلى كل إنسان في العالم أجمع. وقد لاحظت أن الإنسانية تضيع مع الإنسان المعاصر لذا أنا دائم التفتيش عنها وعن أسباب غيابها، وبُعد الناس عن القيم ودراستها بشكل موضوعي من النواحي العلمية لأحاول بث إشعاعاعات تحييها. والعودة إلى إنسانية البشر والدفع نحو مزيد من التكافل والتضامن والمحبة للذات والآخرين.

*هل تؤمن بالتغيير من خلال من إطلالاتك الإرشادية والورش التي تقوم بها لتدريب الشباب؟ 

-بالتأكيد، إن أي إنسان يستطيع إحداث فرق على شرط أن يأخذ على عاتقه هدف التغيير ويؤمن بقدرته على بث الروح الإيجابية والتقدم. وقد لمست فعلا التغيير عند بعض الأفراد والعائلات. أما بناء الأوطان فيتطلب بعض الوقت والتراكمات ويحتاج إلى جهد دؤوب وتضافر جهود من الراغبين بالدفع نحو التغيير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *