ذكريات الوجع

Views: 118

خليل الخوري  

مرّت ذكرى 13 تشرين الأول بأقل الأضرار الممكنة، التي لا نضيف إليها تطيير نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه كان مقرراً أن يطير النصاب بالذكرى أو من دونها… ثم إن أكثر ما تمتاز به المناسبات الكبرى، عندنا، هما الحزن والغمّ وتلك الغصة المزروعة في الصدور، وهذه اللوعة المقيمة (أبداً) في الخاطر والوجدان…

إننا شعب أَلِفَ الدموع والحزن، والنحيب والبكاء:

منذ فجر التاريخ ونحن نبكي، فجفّت عيوننا، ويبست حلوقنا، وما زلنا نبكي… منذ أن أسقطنا أدونيس شهيد الألفباء صريعَ الخنزير البري في نهر ابراهيم ونحن ننتحب وننوح، وإلى اليوم ما زلنا على المنوال ذاته…

صحيح أن الإنسان يُخلق من بطن أمه باكياً، أما نحن فهذا دأبنا طوال عمرنا. تعالوا نعرض لكوكبة من بعض الأسماء التي نستذكرها منذ حرب السنتين ليتبين لنا أننا يلفنا الحزن المستدام: كمال جنبلاط، طوني فرنجية، بشير وبيار الجميل الابن، رشيد كرامي، رينيه معوض، الشيخ صبحي الصالح، المفتي الشيخ حسن خالد، داني شمعون، رفيق الحريري، جبران تويني، باسل فليحان، المونسنيور خريش، السيد عباس الموسوي (واللائحة المزنّرة بالسواد تطول قياداتٍ ونواباً ووزراء وإداريين وعائلات أُبيدت عن بكرة أبيها…).

وأما استذكار المجازر فحدث ولا حرج، وأبشعها قاطبة مجزرة صبرا وشاتيلا، وكذلك مجازر الحرب الأهلية… وقد أضيفت إليها أسماء شهداء جريمة المرفأ!

والأخطر أننا نتعامل مع هذه الذكريات الأليمة وكأنها فقط باقية مجرد ذكرى للاستغلال السياسي، وليس لأخذ العِبَر منها واستخلاص نهج يتوافق عليه اللبنانيون لبناء وطن يكون نظامه حاجزاً دون تدفق نهر الدماء، وقوةً تصد الانفلات الأمني بين فترة وأخرى، ويكون التعدد فيه عنصر دعم للتطور والتألق والتنافس الشريف الخلّاق، وليس باباً للنزاعات والحروب والعجز حتى عن تشكيل حكومةٍ وانتخاب رئيس للجمهورية.

(https://chacc.co.uk)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *