غروب…

رندلى جبور

غروب هو أم غياب، لا فرق.

فنحن نفرح بِحُمْرة المشهد ونتناسى أنه يطوي يوماً من عمرنا… أنه يكذب علينا بمتعة مزيفة… أنه يذكّرنا بأننا أحببنا يوماً وبأن ما بعد الحب كان الغياب.

الغروب يشبه أعياد ميلادنا. تلك التي نفرح بها ونضحك ونقطع قالب الحلوى، بينما نحن في الحقيقة نقطع رقبة سنة من ذاك العمر، مبتسمين!

غروب هو أم غياب… لا فرق.

فالأحمر حمّال أوجه. هو حب وهو ثورة. هو النار وهو انطفاؤها. هو الجمال وهو الخوف. 

كثيرة هي الافكار التي تتناسل عند سقوط الشمس.

كثيرة هي المشاعر التي ترتسم على خط النار في مغيبها.

على الحمرة الملوّنة بإتقان على شفاه المكان وفي عيون الزمان المتعبة. 

كثير هو الحبر الذي يكرج فيما تكرج الشمس إلى مخبئها هروباً من البشر وتذهب الى استراحة قصيرة في انتظار استراحة الشتاء التي نشتاق فيها الى الشمس بعدما نكون قد رجمناها بألف تأفف حين كانت حاضرة بكل روحها وحيويتها!