منذ أن كان الزمان
وفيق غريزي
هل اتينا قبل الأوان
ام اتينا متأخّرين؟
في السماء الآلهة
هذا الوعاء الترابي مسكن الاله
مثقل بنعم الاله
سوف يمضي العمر حلمًا
بين الضياع والنعاس
تأتي الهبات
من الانام الشقاوات
يأتي الابد…
من الأرحام تولد البطولات
يجيء الخالدون من قلب الرعود
احب من يحب
على انفراد وانتظار
لن افك اللغز
لن اكشف الاسرار
لا قيمة للشعر في زمن الوباء
اعترف باخفاق الشعراء
ازاء ما في العالم من امتلاء
نحن للأرض انتماء
الهنا رب السماء
يرثنا ما عليها من اشياء
يصيّرني.. يرشدني الى ضوء المدار
***
على الاغصان تلوح بشائر الثمار
لم تخلق
للكفرة الفانين
بل للخالدين
نحن لغة وحوار
منذ اقدم الأزمان
منذ ان وجد الموجود
والانسان
به امتلاء الكيان
بالشعر تعلو صروحه البنيان.
***
في الاجواء الصافية النقاء
تزهر ابراج المعابد
الكلمة للانسان اول الانغام
العناصر الرهيبة
وحرائق السماء
وثرثرات البشر
وصمت الاقوياء
يهاجمونني بالنار والحديد
حتى اله الحرب الى صدري
سدد الحراب…
النور الساطع يزرعني
في احلك الظلمات
أن يكون المرء ذاته هي الحياة
لكننا لسنا سوى احلام تزول.
***
الأرواح تطير، تتحدى النسور
تجابه العواصف قبل ان تزول
تتنبأ بالغيب والمستور…
الشاعر خلق بين منزلتين
بين ملائكة السماء وشياطين الأديم
وسلالة التنين
زماننا موسوم بفقدان مزدوج
الانبياء الذين احتجبوا
والذين لم يأتوا بعد
اننا في زمن البؤس والتعاسة
نرقد على شوك الخواء…
***
ويل لنا يا صديق
تحرقنا نار الجحيم
الأولياء الصالحون ينعمون
بجنات النعيم
من بفكره يغوص في الاعماق
يسكر بخمرة الترياق
يعشق ما هو اقدس من الحياة
من ينبذ العالم يدرك العلياء
الحكماء في خريف العمر
على محراب الفكر والجمال
يهرقون الدماء
الكائن الانسان
الموجود الغائب في ذمة النسيان
حيث هناك يكمن الخطر
وتنمو بذور الرجاء…
