أغنية “قمر مشغرة”… ما سرّها ومن هو صاحبها وما دورها في حياة الشعوب؟

Views: 1393

سليمان بختي

“قمر مشغرة”، اغنية من روائع الاخوين رحباني وفيروز اشتهر موالها في لبنان واشتهرت الاغنية والدبكة في سوريا لارتباطها بحرب تشرين 1973. 

ما سر الموال والاغنية؟ ولماذا كتب الاخوان رحباني في مسرحية “ايام فخر الدين” 1966 هذا الموال:” يا قمر مشغرة وبدر وادي التيم/ يا جبهة العالي و  ميزرة  بالغيم/ قولوا انشالله القمر/ يبقى مضوي وقمر/ لا يطال عزه حدا/ ولا يصيب وجهو ضيم”؟

لماذا مشغره؟ ولماذا قمر مشغره ؟ وهل يختلف قمرها عن كل اقمار قرانا؟ وهل يتنزل قمرها متفردا من تلال حرمون ونيحا ليسهر ويطيل السهر في لياليها؟

وهل صحيح انه يقترب كثيرا من فضائها ويضيء كل نواحيها مثل صفحة صفراء مضيئة؟ ولذلك يصح فيه التغزل والمدح والثناء؟

 

 

والحال ان الاخوين رحباني كتبوا كثيرا عن القمر وغنوه وحملوه المعاني والقصص والحكايات.

كتبوا:” نحن والقمر جيران/ بيتو خلف تلالنا” و”القمر بيضوي ع الناس والناس بيتقاتلوا/” و” وحبيبي بدو القمر والقمر بعيد/ والسما عاليه ما بطالها الايد”.

ولكن ظل القمر الاعلى والاسطع هو قمر مشغره وكما يتبع الموصوف الصفة.

ولكن اللافت ان اهل مشغرة صدقوا الخبرية وتباهوا بقمرهم فكل وجه حسن فيها هو قمرة مشغرة..  وكل ناجح او مبدع او صاحب سيرة ناصعة فيها هو قمر مشغرة. وكل موقع ينبض بالجمال فيها هو قمر  مشغرة. حتى ان الباحث فواز   طرابلسي  ابن مشغرة اطلق  على كتابه تيمنا اسم “يا قمر مشغرة – المحسوبية – الاقتصاد – التوازن الطائفي” (2004).

واسم مشغرة باللغة الفينيقية  والارامية والعربية يعني تدفق الماء وسيلانه وغزارته. وهي نقطة تقاطع بين البقاع وجبل لبنان والجنوب.

 

بالعودة الى سياق مسرحية الاخوين رحباني واطارها التاريخي  يبرز السؤال من هو قمر مشعرة؟

انه الامير فخر الدين (1572-1635) الذي اختار مشغرة ان تكون مقره الصيفي. ولا يزال حلم الامير يعيش كالاسطورة في تلال مشغرة وفي اشواق اللبنانيين. حلم بوطن سيد حر مستقل. 

 

بعد الموال هناك اغنية “خبطة قدمكم عالارض هدارة/ انتوا الاحبة والكن الصدارة/”. وكان لهذه الاغنية الدور الكبير في رفع معنويات الجنود السوريين على جبهة القتال في 6 تشرين الاول 1973 وبعد ان اذاعت دمشق من اذاعتها بيانا عن بدء الحرب والعمليات العسكرية كانت الاغنية المعتمدة بعد كل بيان عسكري هي “خبطة قدمكن”. وصارت هذه الاغنية احد الفواصل المتكررة طوال فترة الحرب لما تحمله من حماس وعزم  ورفع للشعور المعنوي. وصارت بالنسبة للسوريين مثل اغنية “خلي السلاح صاحي” او “راجعين رافعين رايات النصر” بالنسبة لمصر .

عام 1974 كان موعد فيروز والاخوين رحباني في معرض دمشق الدولي وفي العادة ان يكتب الاخوان رحباني قصيدة تحية لسوريا. ولكن هذه المرة كانت “خبطة قدمكن عالارض هدارة” هي الاولى ولها الصدارة، وهبت القاعة بالتصفيق وقوفا وبالدموع تحية ولاكثر من عشر دقائق. وكان الغناء متبادلا بين فيروز والجمهور للنصر وللدور المؤثر للفن الحقيقي في حياة الشعوب.  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *