استعجلها أو مددها؟

Views: 297

خليل الخوري  

لم يحمل كلام سماحة السيد حسن نصرالله، في إطلالته أمس، أي لبس أو غموض أو التباس: لن يكون رئيسٌ للجمهورية في لبنان، إلّا إذا اطمأنت إليه المقاومة. قالها سماحته بعبارات واضحة وبكلام مباشر وبمعنى صريح. وضرب أمين عام حزب الله مثلَين معروفَين بكل من الرئيسين اميل لحود وميشال عون. فهذان العمادان جعلا (خلال ولاية كل منهما) ظهر المقاومة محمياً.

كلام السيد الذي استمع اليه اللبنانيون أمس، فتح الباب على مصراعيه أمام دفق الأسئلة: ماذا بعد؟ وما هو مدى انعكاسه على مسار الاستحقاق الرئاسي؟ وكيف التوصل إلى تقاطع في النظرة بين «معالم» الرئيس التي حددها السيد وهو لم يسمّها «مواصفات»، وبين تلك التي حددها الطرف الأبرز في فريق 14 آذار أي القوات التي تتعارض كلياً مع الأولى؟ وهل فتحَ خطاب نصرالله الباب أمام مفاوضات، قد تكون مضنية، أو أنه مدّد للشغور الرئاسي؟ علماً أن ثمة مَن أضاف سؤالاً مركزياً آخر: هل ترسم تلك المعالم وجه الوزير جبران باسيل أو وجه الوزير سليمان فرنجية، أو الوجهين معاً؟!.

لا شك في أن أمين عام الحزب حرص على ترك الأمر حمّالاً للوجهَين وهو ما يترك له مجالًا لحرية الحراك ضمن فريقه ومع حلفائه. مع أن الأرجحية، كما يتسرّب، تميل إلى أنه اختار فرنجية.

من البدهي التوقف عند إشارة صاحب الخطاب إلى أن لا أكثرية نيابية يمكن أن يعتد بها أيٌ من الفريقين اللبنانيين المتخاصمين حتى الانقسام العمودي، لا سيما بالنسبة إلى أكثرية الثلثين في نصاب جلسة الانتخاب، ليس فقط في الدورة الأولى بل في الدورات التي تليها أيضاً، واللافت أن القوات لا تلتقي مع الكتائب وسائر أطراف «المعارضة» وهو ما حسمه نائب رئيسها جورج عدوان في تصريحه بعد رفع الجلسة الانتخابية الخامسة، قائلاً إن العادة درجت على اعتماد الثلثين.  وبالتالي لم يعد هذا الأمر مطروحاً عملياً بعد الموقف القواتي.

في أي حال سيبقى الأخذ والرد عنوان الساحة إلى أن يفرجها ربك ويتوصل الخارج إلى نتيجة إيجابية في شأن الرئاسة اللبنانية. وحتى ذلك الحين، سيبقى لبنان يدور في دوامة الضياع والفقر والقهر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *