إضاءة شاملة على تاريخ “المكتب الثاني” اللبناني وكيفية سيطرته على البلد بيد من حديد

Views: 1267

المحامي معوض رياض الحجل

المشوار الشاق والوعر لسنوات مع المكتب الثاني في لبنان يكاد يكون، لفرطِ شجونه، ضائع الهوية والتاريخ. على الأقل بالنسبة إلى تاريخ بدايةِ نشاط هذا المكتب، وبداية خروجهِ عن مهمتهِ الاصلية، وبداية نزولهِ الى الساحة العامة اللبنانية وأنخراطهِ عملياً في الحياة السياسة اللبنانية كما لم تعرف الدولة من قبل.

ثمة من يقول إن التفكير بتضخيم المكتب الثاني وإعطائهِ دوراً سياسياً وليس فقط أمنياً يعودُ إلى نهاية العام 1952، على أثر استقالة الشيخ بشارة خليل الخوري في الثامن عشر من أيلول من العام نفسهِ وورود أسم اللواء فؤاد شهاب كبديل للرئيس المُستقيل. يومها كان الملازم الأول أنطون سعد عائداً لتوهِ من الولايات المُتحدة الاميركية فوجدَ فيه قائد الجيش اللبناني اللواء شهاب الضالة المنشودة لما لمسَ عندهُ من ذكاءٍ حاد ومقدرة عالية وتجاوب.

ولم يأت مُنتصف العام 1953 حتى كانَ الملازم الأول أنطون سعد قد أصبحَ على رأس الشعبة الثانية يُعاونهُ أحد الرتباء من فئة ضابط.

وثمة من يقول أن فجر المكتب الثاني لمعَ فعلياً مع بداية العام 1954 على أثرَ الخلاف الحاد الذي وقعَ بين رئيس الجمهورية اللبنانية الراحل كميل شمعون وقائد الجيش فؤاد شهاب حول العفو عن الدنادشة. حينها وصل الخلاف بين الرئيس شمعون وشهاب إلى حدهِ، فقدمَ اللواء شهاب أستقالته واعتكفَ في منزلهِ، بينما تحركَ عددٌ من الضباط المُقربين من قائد الجيش ليرسلوا مُذكرة إلى رئيس الجمهورية تنذره بالخلع اذا أستقال اللواء شهاب. وقيل أنَ حميد فرنجيه وبيار أده دخلا وسيطين بين الرئيس واللواء وحلا المُشكلة من دون أن تصل المذكرة – الانذار إلى مكاتب القصر الجمهوري في القنطاري.

الاشخاص الذين اكتووا بنار المكتب الثاني، يرجعون بالذاكرة إلى العام 1955، ليتوقفوا طويلاً أمام ملابسات مقتل الضابط السوري عدنان المالكي (1919-1955) وصعود نجم الضابط الشاب عبد الحميد السراج (1925-2013) وأنتشار صيت المكتب الثاني السوري… ويربطون بين ذلك العهد في دمشق وبين تفتح عيون المكتب الثاني اللبناني. ويروى أن العلاقات بين المكتب الثاني السوري والمكتب الثاني اللبناني توطدت مع الوقت، وأتسعت رقعة التعاون بينهما على أكثر من صعيد. ويربط الذين عاشوا تلك الفترة بين مقتل الضابط السوري غسان جديد (1920-1957) وبين ذلك التعاون بين المكتبين.

ويوم أغتيل الصحافي نسيب المتني (1910-1958) أرتسمت علامات أستفهام عدة ليست اقل من العلامات التي ارتسمت يوم مقتل غسان جديد ثم اندلاع ثورة 1958 الدموية.

قبل الدخول في ملابسات أندلاع ثورة 1958 الدموية لا بد من الرجوع إلى بداية المشوار الطويل، ومُرافقة التطورات الصغيرة التي كانت تنشأ على هامش نشاط المكتب الثاني، الذي أمضى طفولته البريئة بين جدران غرفةٍ هامشية صغيرة وراء طاولة من الحديد.

أركان المكتب الثاني

 

تأسيس الشعبة الثانية

بعد نيل لبنان الاستقلال في العام 1943 ولدى تأسيس الجيش اللبناني في العام 1945 تولى قائد الجيش السابق العماد أميل بستاني(1909-2002) تأسيس الشعبة الثانية، فترأسها مدة من الزمن ليخلفهُ فيها فيها الملازم الاول حسواني، وبعده المُلازم الأول جينادري، ثم الملازم الاول فؤاد عوض، ثم الملازم الأول أنطون سعد.

حتى العام 1947 كانت الشعبة الثانية مُحافظة على تواضعها، في الحجم والعمل والموازنة، وكان اهتمامها مُنصرفاً كلياً إلى أمور الجيش اللبناني الداخلية. بَعدَ الحرب الأولى مع اسرائيل في العام 1948 بدأ حجمها يتوسع ويكبر. وصارَ للشعبةِ الثانية ضابطان وأثنان من ضباط الصف بالاضافة إلى المُخبرين داخل الجيش اللبناني. في العام 1953 أخذَ الذين في الخارج يسمعون تدريجياً بجهاز أسمهُ الشعبة الثانية. وفي تلك السنة أنشىء فرع خاص باللاجئين الفلسطينين وسُلِّمت أدارتهُ إلى ضابط برتبة ملازم أول. وهكذا صار في الشعبة الثانية ثلاثة ضباط.

في العام 1954 بدأت الشعبة الثانية تجرِّب حظها مع الذين خارج مؤسسة الجيش اللبناني. صارت بعض الصحف المحلية تتلقى مخابرات هاتفية من الشعبة الثانية حول أمور تتعلق بالجيش اللبناني “بقصد التنوير”. لم يكن أي عاقل يظن أن تلك التجارب الخاطفة البريئة في ظاهرها ستؤدي في ما بعد إلى الوصول بلبنان حيث وصل اليه. 

عام 1956 تفتحت آفاق الشعبة الثانية على أمور أكثر أهمية. فصارَ المقدم انطون سعد يجتمع مع بعض السياسين، صدفة، وأصبحَ للشعبة الثانية أصدقاء وغيارى من المدنيين كانوا يلوذون بها ويترددون على مكاتبها وعلى مكتب المُقدم سعد بصورة خاصة، بحجةِ الولاء أو الصداقة التي بينهم وبين اللواء فؤاد شهاب. 

عام 1957 أكتسبت الشعبة الثانية، بتخطيط منها، اللقب المُبهر والمُرعب الذي لهُ ضجة: المكتب الثاني، تيمناً بالمكتب الثاني السوري الذي كان على أحسن ما يرام من التنسيق والتخطيط والتعاون مع المكتب الثاني اللبناني. 

الرئيس كميل نمر شمعون

 

المُخابرات المصرية طرفٌ ثالث

عام 1958، بَعدَ قيام الوحدة بين مصر سوريا وقبل أندلاع الثورة الدموية، دخلت المُخابرات المصرية طرفاً في التفاهم، فاضطرت الشعبة الثانية في لبنان إلى أن توسع نشاطاتها اكثر واكثر وتوسع دائرة اتصالاتها وتُضيف الى عديدها عدداً من المُخبرين والعملاء والمُتعاونين، تجاوباً مع مُقتضيات عملية التنسيق وكثرة الاعمال التي فرضها التفاهم والتنسيق مع المكتب الثاني السوري والمخابرات المصرية. وأضطرت الشعبة الثانية إلى أن تنزل إلى الشارع وتبسط نفوذها على عناصر من القبضايات.

مع مطلع العام 1959 وسعَ المكتب الثاني رقعة نفوذهِ في البلاد. ومن أجل أحكام هذا التمدد حدثت تغييرات داخلية كما أستحدثت فروع جديدة: فرع داخلي، فرع سياسي، فرع خارجي، فرع للاجئين، فرع للتجسس، ثم فرع أحيط بسرية تامة، أنقض عليهِ حينها الزعيم كمال جنبلاط، يُدعى فرع الجهاز المُشترك.

وكبر حجم المكتب الثاني وكبر صيته وكبرَ نفوذه وكبر عدد عملائهِ والمُخبرين فيه والعاملين فيه والعاملين تحت أمرتهِ ولوائهِ، وصَارَ هاجساً يومياً عند جميع اللبنانيين، الذين أنضموا الى صفوفهِ وتعاملوا معه او عملوا عملاء عنده، والذين استهدفهم تخطيطه واسالبيه ونفوذه. 

اللواء فؤاد شهاب

 

دور المكتب الثاني في أندلاع ثورة 1958 الدموية

يروي بعض الضباط الذين سرحوا من الخدمة في عهد اللواء فؤاد شهاب، أن المكتب الثاني كان لهُ الدور الكبير في اندلاع شرارة ثورة 1958 الدموية، تخطيطاً وتنفيذاً وبداية ونهاية، وذلكَ من أجل تأمين وصول اللواء شهاب إلى سدة الرئاسة اللبنانية ووصول المكتب الثاني معهُ الى جنة الحكم. وضحايا تلك الثورة لم يتوقف سقوطهم بإنتهاء الثورة الدموية ورفع المتاريس وتوقف أعمال العنف وأعتلاء شهاب سدة الرئاسة، فقد سَقطَ ضحايا كثر، سموا ضحايا ما بعد الثورة، ضحايا التصفية، في طليعتهم العقيد فؤاد لحود الذي لم يكن محط أعجاب اللواء شهاب ولا المكتب الثاني خصوصاً بالنسبة إلى تصرفاتهِ أثناء الثورة الدموية، لذلك فقد دَفعَ ثمن تصرفاتهِ غالياً أولاً من خلال تسريحه من صفوف الجيش اللبناني، ثانياً دَفعَ فائدة مرتفعة جداً عندما وَقعَ الانقلاب الفاشل في اواخر العام 1961 وادخل العقيد لحود ثكنة المير بشير ليرى هناك، وفي ليالي الشتاء المُصقعة، نجوم الظهر تحت سياط الجلد والتعذيب. 

العماد إميل بستاني

 

الحرب النفسية

بعدما أستتبت الأمور للرئيس شهاب، أنصرفَ المكتب الثاني إلى تمهيد الارض لفرض نفوذه. والتفت، أول من التفت، إلى الخصوم التقليدين للرئيس شهاب والحكم العسكري، وذلك عن طريق ايقاع هؤلاء الخصوم في مآزق حرجة واشاعة التهم، من دون مُلاحقة، والذين لم يكن المكتب الثاني قادراً على أن يدق بهم مُباشرةً كان يطرطق على جدرانهم، فيدق بأنصارهم. عندما أنتهت الثورة وشُكلت الحكومة الرباعية بعد فرط الحكومة الانثي عشرية كان العميد ريمون أده وزيراً للداخلية ولثلاث وزارات. ومعروف أن العميد أده نَجحَ في أعادة الأمن والاستقرار ولمع نجمهُ كوزير حازم وحاسم، مما جعلهُ يوطد علاقاته بالرئيس فؤاد شهاب. يقول العميد الراحل أده في أحدى المقابلات إن هذا التقارب اثار حفيظة المكتب الثاني وسخطهُ، فانتظروه على اول كوع ليرموه خارج جنة الحكم ويطفوا هم على سطح السياسة اللبنانية، ويظهروا كورثاء شرعيين، وجيدين، لحكم الرئيس شهاب.

 كيف يتخلصون من اده ويزيحونه من درب طموحهم؟

 يدقون بانصاره، ثم يُلحقون ذلك بقصصٍ مفبركة، كانوا تدربوا عليها، وأرسلوا ضابطاً إلى فرنسا ليتخصص فيها ثم يعود إلى العاصمة بيروت ليُعمم ما تعلمهُ على رفاقهِ من ضباط الشعبة الثانية: الحرب النفسية

سياسة الحرب النفسية أعتمدَ عليها المكتب الثاني، مثل كل المكاتب الثانية في العالم، كسلاحٍ فتاك لتدمير خصومه الذين تحول اسباب ضخمة دون تصديه لهم مباشرة وبالاساليب التي يعتمدها عادة مع صغار الخصوم، بواسطة صغار العملاء.

أربعة من أبرز ضباط المكتب الثاني

 

 

حادثة فيليب خير

الاصطدام الأول بين العميد أده والمكتب الثاني حَدثَ في شهر حزيران 1959. مجلس الوزراء مُنعقد برئاسة اللواء شهاب. يدخل عسكري ويهمس في أذن العميد أده شيئاً. يستأذن العميد اده الحاضرين ويخرج مُسرعاً من الجلسة. يجد في الرواق، في قصر صربا، شقيق فيليب خير في حالة نفسية يُرثى لها. شو القصة؟ أخبرهُ القصة. الساعة السابعة من صباح يوم الاربعاء 14 حزيران وصل اثنان من الشرطة العسكرية الى محل فيليب خير وسألا عنهُ فلم يجداه، اذ كان في حرم المرفأ يُخلص بضائع. ترك الشرطيان خبراً لخير أن يذهب فورَ عودته إلى مبنى القيادة ليقابل ضابطاً كبيراً في المكتب الثاني. رَجعَ خير إلى محلهِ فاخبره من في المحل، ولكنهُ لم يدر في خلده ماذا يريد منهُ الضابط. حسب أن في الأمر استفسارا بسيطا عن بعض القضايا التجارية. ذَهبَ. وصلَ إلى مكتب الضابط. 

سأله هذا: انت خير؟ 

أجاب خير: نعم أنا خير. 

قال الضابط : لا، أنت مش خير، أنتَ (…).

أستغربَ خير. وسأله : لماذا تهينني ؟ 

قال الضابط: أنت عملت قصيدة لكميل شمعون. مش عارف أنو ما في غير شهاب؟ 

طلع الصوت. يقال أن خير وجه كلاماً غير لائق إلى الضابط. ثم علقت. ورمي خير أرضاً وتناوب على ضربهِ من في الغرفة ” تأديبياً ” إلى أن تغيرت معالم وجهه بالكامل. ثم قام أحدهم بوضع رجله على صدر فيليب خير وطلب منه النظر نحو صورة اللواء شهاب.

وسألهُ: صورة مين هيدي؟ 

اجابه خير: هيدا الرئيس شهاب. 

لا ، هيدا الله. 

خير: انا مؤمن وبعرف في الله واحد، هيدا شهاب.

ثم تابع الحضور عملية “التأديب ” إلى أن غطى الدم وجه فيليب خير وجسده وتمزقت ثيابه. عاد العميد أده الى جلسة مجلس الوزراء بعدما سَمعَ التفاصيل وقَالَ للرئيس شهاب: “شهاب” زبوناتك الهمشرية كمشوا فيليب خير وفظعوا فيه. وهيدا تاجر آدمي ما بيعمل شي. أنا بعتبر نفسي مُستقيل إلا اذا زبوناتك بيخبروك عن السبب.

 لسوء الحظ أو لحسنه كان التلفون مقطوعاً في غرفة مجلس الوزراء. ذَهبَ اللواء شهاب إلى غرفةٍ ثانية وأتصلَ بالمكتب الثاني وسألهم عن القصة. ثم أمرهم باطلاق خير فوراً. العميد ريمون أده يقولُ أن المكتب الثاني أقدمَ على هذا العمل قصداً ” لانه خافَ من الثقة المتبادلة بين الرئيس شهاب وبيني”. 

الرئيس صائب سلام

 

السقوط المريع لهيبة الدولة

بالطبع لم يتوقف المكتب الثاني عند هذه الحادثة، إذ أنهُ كان وضع نفسهُ على طريق الحكم، ولهذا تبعت تلك الحادثة الوحشية حوادث أخرى مُماثلة في القصد والغاية، ومُتشابهة في اساليب التنفيذ كحادثة الاعتداء على صحافي بموس حلاقة في وسط الشارع وفي وضح النهار، وحادثة الاعتداء على النائب نسيم مجدلاني (1912-1991)، وأن جاءت مُتأخرة من حيث التاريخ، الا انها نُفذت وفقَ الخطة التي وضعتها قيادة المكتب الثاني والرامية إلى جعل كل شيء مُمكناً ومُستهاناً بهِ، فتسقط بذلك كل الهالات وتبقى هالة وحيدة لقوة وحيدة هي هالة “المكتب الثاني” من بعد هالة اللواء فؤاد شهاب.

والواقع أنهُ، بواسطةِ الاساليب التي تدربَ عليها المكتب الثاني وتفننَ في أخراجها وتنفيذها، حَصلَ السقوط المريع الذي قالَ عنهُ العميد الراحل ريمون أده أنهُ يُشبه سقوط الامبراطورية الرومانية بفظاعتهِ.

ضاعت هيبة الصحافة.

وضاعت هيبة المجلس. 

وضاعت هيبة مجلس الوزراء.

وتبعاُ لذلك ضاعت هيبات عدة.

وبدأ التنقير من كل جهة:

نواب يزحفون على بطونهم، ونواب يحاولون وقف الزحف. لكن برغم ذلك لم يكن شأن المكتب الثاني قد وصلَ الى الحد الذي يصعب معهُ كل علاج.

كان هناك أمل ضئيل، ولو يائس، في أن يُعيد الرئيس شهاب النظر في تركيبة التعاون التي فرضت بينهُ وبين “الهمشرية” كما يُسمي العسكريين.

وبعد حادثة فيليب خير، التي لم تُشكل صداما بين شهاب وأده، وقعت حادثة أغضبت عميد الكتلة الوطنية. وتفاصيل تلك الحادثة أنهُ في احدى جلسات مجلس الوزراء اثار اده قضية تعيين بعض الضباط في الادارات العامة. يومها جفل العميد اده بالفعل. قال في احد مجالسه ان اللواء شهاب سيعتمد على العسكريين، كما يبدو، من دون أن ياخذ بعين الاعتبار مدى المخاطر المرافقة لهذه الخطوة.

وترك العميد أده الوزارة بينما البلاد تتهيأ للدخول في الانتخابات العامة. هنا لا بد من الاشارة إلى تجربة أخرى دخلها أده مع المكتب الثاني في أنتخابات الشوف على أثر مقتل النائب نعيم مغبغب (1911-1959). في الانتخابات النيابية التي جرت صيف 1960، أخذَ كل الناس علماً بالمكتب الثاني. وثمة من يرجح أن المكتب الثاني أرادَ، عن سابقِ تصورٍ وتصميم ، أن يُصبح فريقاً مُباشراً في الحكم وفي النزاع عليه.

انتخابات العام 1960، برغم ما شهدتهُ، وبرغم سقوط المرشحين الذين اذاعوا البيانات عن الضغط والتزوير والتدخل والارهاب، كانت بالنسبة الى ما جرى بعدها وما جرت اليه، مُجرد تجربة …. ناجحة للمكتب الثاني.

ويُقال، وبعضهم يجزم، إنه لولا تجاوب بعض السياسين من وزراء ونواب وطامحين الى ان يصبحوا نوابا ووزراء، ولولا تسابق أصحاب المصالح والمطامع إلى التسكع على أبواب المكتب الثاني، لما كان الذي حدث على مر هذه السنين الطويلة قد حدث. 

الرئيس فؤاد شهاب

 

العميد اده يخطف الضابط كيلاني

أطرف ما شهدتهُ انتخابات العام 1960، حادثةُ خطف ضابط المكتب الثاني جوزف كيلاني التي وقعت تفاصيلها على النحو التالي:

كان العميد ريمون أده يقوم بجولةٍ على أقلام الاقتراع في بيروت، حيث يخوص معركتها الانتخابية شقيقه الاصغر بيار، وهو راكب سيارة النائب المرحوم أميل البستاني التي فيها جهاز لاسلكي، وبرفقته النائب الراحل نهاد بويز(1908-1990). وعندما وصلَ الى كمب شرشبوك وجدَ في الطريق قتيلاً مرمياً في الأرض ، ولا احد يقترب من الجثة، وشَاهدَ على مسافة خمسة امتار من مكان سقوط القتيل شخصاً يرتدي قميصاً أحمر وبنطلوناً عادياً، ويتحدث الى الناس المُتجمعين ويؤشر بيديه.

كان مع العميد أده في السيارة شاب ذات جذور أرمنية فارسلهُ كي يستطلع القصة. رَاحَ هذا الشاب وعادَ ليقول للعميد أده إنهُ سَمعَ الرجل (صاحب القميص الأحمر) يقولُ للناس المُجتمعين:” إذا حدا منكم بيصوِّت لبيار اده بيكون مصيره مصير هالكلب” (أي القتيل المرمي في الارض).

تقدم العميد أده منهُ وسألهُ: انت ارمني؟

اجابه الشخص: أنا ضابط.

قال اده: ضابط ولابس هيك؟ 

الشخص : ما بيخصك.

نزل العميد اده من السيارة هو وبويز والشخص الأرمني الأصل وحملوا الضابط كيلاني الى السيارة وساروا به مسافة إلى ان صادفهم اول حاجز لقوى الأمن، فراحَ كيلاني يصرخ: “انا الضابط جوزف كيلاني وأده خاطفني”.

قال لهم اده: ” شو بدكم فيه ما تصدقوه “.

…حتى وصلت سيارة إده الى الطريق العام حيث صودف وجود عدد من الضباط، فصرخَ كيلاني مرة اخرى ويقول إنه ضابط وان اده خاطفه. قال العميد اده للضابط: “انا لا اعرفه. وجدناه هناك والى جانبه قتيل. اذا كان صحيح ضابط في الجيش فأنا آخذه الان عند معلمه. الا اذا واحد منكم يتعهد لي بشرفه العسكري بأن يوصلهُ العند معلمو لاني أنا رايح الى هناك”. 

تعهد أحدهم. اعطاهم العميد اده اياه وتابع طريقه الى مبنى وزارة الدفاع، فاستقبلهُ أنطون سعد بطريقة ودية. قال اده “باعتلي جوزف كيلاني يهدد الأرمن اذا بينتخبوا بيار اده. على كل حال خطفتلك ياه وجبتوا معي وهلق بيوصلك.

سعد: مش مُمكن. 

اده: بلى ممكن، خطفتو من كمب شرشبوك.

وصل جوزف الكيلاني، فثارَ في وجههِ سعد بحضور العميد، ووبخهُ قائلاً: كيف بتخلي حدا يخطفك؟ وأحيل اده إلى المحكمة العسكرية بتهمة خطف ضابط، لكنه لم يحكم.

متراس لمشاركين في ثورة 1958

 

الاستقالة التمثيلية

انتخابات العام 1960 النيابية كانت نهاية مرحلة وبداية مرحلة بالنسبة الى دور المكتب الثاني. لقد جاءت الى المجلس النيابي اكثرية عددية شعرت سلفاً بأنها وصلت الى الندوة البرلمانية بفضل نشاط المكتب الثاني. وعلى هذا باتت السيطرة على المجلس مؤمنة إلى حدٍ ومُمكنة. ويقول السياسيون أن المكتب الثاني كان خائفاً أن يصطدم نفوذه بردات الفعل التي كانت تجري في غير مصلحة الرئيس فؤاد شهاب على صعيد الرأي العام، وفي مجالات سياسية معينة.

وما كادت المرحلة الأخيرة من الانتخابات تنتهي وبالضبط في العشرين من تموز 1960، حتى حَدثَ شيء في البلاد وتلخبطت الناس في تفسير ما حدث: أستقالَ الرئيس فؤاد شهاب !

أستقال؟ أنشغلت البلاد بالخبر.

نواب توجهوا إلى الكسليك حيث منزل الشيخ بشاره الخوري (1890-1964) ونواب توجهوا الى جونيه يحاولون ثني الرئيس شهاب عن عزمهِ وتمزيق أستقالته. وضربَ الرئيس حماده وبعض النواب النهجيين النفير ودبوا الصوت وأتجهَ الزحف نحو جونيه. 

وبينما النواب يتحلقون حول الرئيس المُستقيل كان المكتب الثاني يوعز، بواسطة عملائه الكثر، إلى المواطنين بالتظاهر في الشوارع ضد الاستقالة ودق الاجراس وفتح ابواب الكنائس وتطيير برقيات الاحتجاج والمطالبة بعودة الرئيس شهاب عن استقالتهِ.

وبالطبع لعلعَ الرصاص في بعض المناطق اللبنانية كما لعلعَ في جونيهِ أمام منزل الرئيس شهاب. 

العميد ريمون إده

اسباب استقالة الرئيس شهاب

بهدوء، وبعيداً عن جو النواب الذين تجمعوا كلهم في جونيه، ثمة أناس كانوا منصرفين الى تحليل أسباب الاستقالة المُفاجئة والغاية منها. وكان هؤلاء الناس مُتأكدين من أن الرئيس فؤاد شهاب حتماً سيمزق الاستقالة وأنهُ سيعود الى رئاسة الجمهورية لانه ليس زاهداً كما أرادَ أن يصور للناس. 

الاستنتاج الواقعي، الذي تبناه من يعرف الرئيس فؤاد شهاب ونفسيته ، ومن يعرف خطط المكتب الثاني الرامية الى السيطرة لفترة طويل، كان ما يأتي: 

اولاً– أن تلحين وأخراج الاستقالة تمَ بالتفاهم والتنسيق بين الرئيس شهاب والمكتب الثاني. 

ثانياً– جاءَ توقيت الاستقالة بعد الانتهاء انتخابات العام1960 التي دُمغت بالتزوير والتدخل، كي ينسى الناس ذلك. وبالفعل نسي الناس، عندما بدأ المكتب الثاني يُدخلهم في ادوارٍ جديدة. 

ثالثاً– كان هَم الرئيس شهاب أن يكون رئيسا للجمهورية بإرادة الفريق الآخر أيضاً، الفريق الذي كان حتى ذلك التاريخ يتهم شهاب بأنهُ كان وراء اندلاع ثورة 1958. وتوخى الرئيس شهاب ان تؤمن الاستقالة جواً من الاجماع الوطني حول شخصهِ يمكنهُ من أن يكون هو سيد المجلس، يولي من يشاء رئاسة الحكومة ويوزر من يشاء ويفعل ما يشاء. المكتب الثاني أصبحَ بعد تلك الاستقالة يُمنن الناس والنواب صباحاً ومساء بأن ” الزاهد” ما كان يريدُ الحكم لولا اجماع النواب مرة أخرى والحاحهم عليه حتى حرق الاستقالة.

رابعاً- كان الرئيس شهاب يريدُ ان يُفهم الرئيس صائب سلام (1905-2000)، الذي كان مرشحاً طبيعياً لتأليف الحكومة الجديدة، أن المجلس النيابي تحت سيطرتهِ وان الاكثرية اكثرية شهاب. وثمة من يقول انه كان ينوي تكليف شخص آخر غير سلام لو لم يكن سلام بارعاً وحكيماً وقوياً.

وفي السنوات اللاحقة اقتنعَ الجميع تقريباً بأن استقالة الرئيس شهاب كانت مجرد تمثيلية. وهذا ما ذكره الرئيس سلام والعميد اده وغيرهما في خطب القيت في المجلس النيابي. 

ويروي الذين عايشوا تلكَ المرحلة أنهُ بعد الاستقالة تغيرَ كل شيء. صَارَ المكتب الثاني يتدخلُ في كل شاردةٍ وواردة بصورة اكثر فاضحة وعلانية. وصارَ الصحافيون، مثلاً، لا يستغربون اذا طلب منهم ضابط من المكتب الثاني الاهتمام بهذا الخبر أو اهمال ذاك الخبر أو كتابة خبر ملغوم عن أحد السياسيين أو يوصي برسم كاريكاتور معين. وصَارَ النواب، بدورهم، يألفون الصعود الى حيث المكتب الثاني والوقوف أمام الابواب لطلب توظيف أحد المُقربين أو طلب اصلاح الطرقات او طلب الموافقة على مشروع معين. ذلك أن الرئيس شهاب كان يُحيل النواب الذين يُراجعونهُ في هذه القضايا على أحد الضباط في القصر. وكان الضابط يحيلهم بدورهِ على “الشباب” ، لا على الوزراء المعنيين ولا على المُديرين العامين. 

غلطة الحزب القومي القاتلة

في هذا الوقت، وبينما كان نجم المكتب الثاني يتألق أكثر فاكثر، وقعت مُحاولة الانقلاب الفاشلة وحدث ما حدث على اثرها من اعتقالات عشوائية وردود فعل.

وقتها وقف العميد الراحل ريمون اده يُطالب في المجلس النيابي بمراعاة شرعة حقوق الانسان وعدم ضرب المُعتقلين وعدم جلدهم او تعذيبهم.

لكن الاعتقالات العشوائية استمرت دون هوادة، ومدينة كميل شمعون الرياضية بالاضافة الى العديد من الثكنات امتلات بالمعتقلين. وما طالب بهِ العميد اده، وسط ذاك الطوفان، لم يكن من السهل تحقيقه او تلبيته.

وحتى الآن لا يزال المتنيون من الجيل القديم المواكب لتلك المرحلة يتذكرون الصور عن حفلات الجلد والتعذيب في الساحات العامة والتي شملت 13 قرية.

وطبيعي القول، إنَ المكتب الثاني كان المُستفيد الاول والاكبر من غلطةِ الحزب القومي السوري الاجتماعي. فقد تحولَ الانقلاب الفاشل في أواخر العام 1961الى أرضية خصبةٍ جداً للاستغلال بشكلٍ كامل وغير مسبوق من كل النواحي وعلى كل صعيد.

فبحجة المُحافظة على الامن الاجتماعي، وبحجة المُحافظة على النظام والشرعية، وبحجة المحافظة على الكيان اللبناني، وبحجةِ مطاردة القوميين المُشتركين في تنفيذ المحاولة الفاشلة، وبحجة أن كل لبناني تقريباً قومي إلى أن يثبت العكس، وبحجة أن ضباطاً تعرضوا للخطف على أيدي مدنيين وبالتالي تعرضوا للاهانة، بحجة كل ذلك بقي الناس يتعرضون للذل والاهانة من خلال نزولهم من السيارات ويرفعون ايديهم ويفتشون عن هوياتهم.

لقطة لـ “متهمين بالجملة” في احدى جلسات محاكمة “القوميين”

 

التجديد للرئيس القائد

فتحَ الشباب على حسابهم وصاروا بعبعاً مُرعباً بالفعل، إنما بإسم الرئيس شهاب والشهابية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والتخطيط والخطط وأيرفد والاب لوبريه والانماء والمشاريع.

وخلال بعض الظواهر أخذت تتضح ملامح الدعوة الى التجديد وتهيئة البلاد لست سنوات شهابية اخرى.

صَارَ الناس يفاجأون بلافتات ترتفع في كل شارع بإسم “قوى” و”شباب” و “احياء” و” حركات” لم يسمعوا بها من قبل ولكنها تطالب الرئيس شهاب بالاستمرار في ” قيادة السفينة” وأيصالها الى “شاطىء الامان” وتُناشدهُ قائلةً “لا تتركنا في بحر هائج”.

الجو الذي خلقهُ المكتب الثاني قبل حلول موعد أنتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية بسنتين، أبقى البلاد في ” المناخ” الذي خُلقَ بعد الانقلاب الفاشل في أواخر العام 1961. 

وفي الانتخابات النيابية التي جرت عام 1964 صال “الشباب” وجالوا من دون أن يجرؤ أحد على التصدي لصهوة حصانهم. فسقطَ كميل شمعون وريمون أده وكاظم الخليل وسليمان العلي وجميع الذين لم يخوضوا الانتخابات تحت شعار” التجديد للرئيس القائد“.

الهو هو هو 

لا بد من العودة قليلاً إلى الصحف ومُراجعة صفحاتها والتمعن في الاخبار التي كانت تُكتب حول المكتب الثاني وكيف كانت هذه الصحف تذكر أسم المكتب بالرمز والغمز والتلميح.

لقد حُرّمَ ذكر المكتب الثاني. الذي يتجرأ ويذكرهُ… ماذا يحدثُ لهُ؟ يعرف اللبنانيون.

على الاقل 70 في المئة منهم يعرفون.

حتى النواب، وفي اثناء الجلسات النيابية، كانوا يشيرون إلى المكتب الثاني بالاسم الرمزي. ما عدا الرئيسين كامل الاسعد وصائب سلام والعميد ريمون أده. 

من الشعبة الثانية الى المكتب الثاني. ثم أختفى الاسم والتشبيه. حتى كلمة “ثاني” صارت تسترعي انتباه احد العملاء الذين توزعوا بين الناس في كل مكان وفي كل مقهى وفي كل بيت. 

بعد التحريم أصبح أسم المكتب الثاني “الجهاز المعروف” . ثم “الجهات النافذة”. ثم “الاخوان” ثم” العيون” ثم “الفوسفور” ثم “النجوم” ثم “الجماعة” ثم “جماعة الهو هو هو” ثم “المقامات الشهابية”.

ذلك أن بعض الصحف، التي لم تكن تساير المكتب الثاني والضابط المكلف شؤون الصحافة والاعلام، كانت مشاويرها الى المحكمة العسكرية اكثر من الهم على القلب. عدلوا القوانين بما يتيح لهم التمكن من الصحافة. عدلوا حتى “اسلوب” كتابة الاخبار والتعليقات. صاروا موجودين حتى في التعابير التي الزموا أصدقاءهم من الكتاب والصحافيين أن يستعملوها في الكتابة. لقد استهلكَ السياسيون والصحافيون جميع النعوت والرموز في معرض تحدثهم عن المكتب الثاني وأعمالهِ سواء في السلبِ او في الايجاب، الى درجة أن فريقاً من النواب المُنتمين الى المكتب الثاني كانوا يُكسرون طاولات المجلس احتجاجاً عندما يبدأ العميد اده بالحديث عن “الجهاز”. وتقوم القيامة.

ذهب الرئيس شهاب وبقوا

الان نصل إلى التجديد للرئيس شهاب. المُعارضة تعملُ بكلِ قوتها على قطع الطريق على التجديد لشهاب او المجيء بشهابي آخر الى سدة الحكم. لكن المُعارضة ليست اكثرية والشهابيون استطاعوا أن يؤمنوا اكثرية عددية هائلة لتعديل الدستور. وكاد التعديل يتم. لكن الرئيس كامل الاسعد (1932-2010) وَجدَ مخرجاً، وجدهُ بالصدفة، نَسفَ بواسطتهِ التجديد من أساسهِ وطار َالرئيس شهاب على اثره. على ان الشهابية بقيت، وبقيت المقامات الشهابية، وبقي الجهاز المعروف، وبقيت الجهات النافذة ، ودفع الرئيس الاسعد ثمن ” الاستئناس ” الذي تسلحَ بهِ كعذر لعدم السير في التجديد، الكثير من الاضطهاد وتشليح النواب الذين ينجحون على لوائحه بعدما تكون لوائحه قد تعرضت للمحاربة والتدخل والتسقيط. ذَهبَ شهاب وبقي المكتب الثاني يعشش في جوار الرئيس شارل حلو(1913-2001) ويسكنُ معه… ويسكنهُ حتى ويغل يديه ويمنعهُ من التصرف الا وفق المصلحة الشهابية. والذين توهموا ان سلطة المكتب الثاني ستنتقل الى السلطة الجديدة، بعد ذهاب شهاب، اكتشفوا انهم كانوا موهومين فعلاً وان حسابات الحقل خدعتهم على البيدر، وأن الرئيس حلو وقعَ في حيرة من امرهِ.

الرئيسان شارل حلو وجمال عبد الناصر

 

معالجة الرئيس حلو لقضية ” الاخوان”

حاول الرئيس حلو في البدء أن يُعالج قضية ” الاخوان” بالدرس ويغطي عدم تمكنهِ منهم بالتردد حيناً وبالتأجيل احيانا. في استشارات نيابية اجراها على اثر استقالة حكومة الرئيس عبدالله اليافي، رشحت الاكثرية النيابية الرئيس صائب سلام لتاليف الحكومة… لكنهم “ما خلوه يكلفو”.

وصار اسم المكتب الثاني في عهد شارل حلو “الازدواجية”.

الازدواجية في القصر.

الازدواجية في السراي.

الازدواجية في المجلس.

الازدواجية في الوزارات.

الازدواجية في الدوائر.

الازدواجية طالعة، الازدواجية نازلة.

الصحف التي كانت تخترع الرموز والنعوت لتذكر المكتب الثاني أرتاحت الى اكتشاف المخرج الجديد: الازدواجية.

والازدواجية كانت تحاصر الرئيس شارل حلو ليس من أجل الاستمرار فقط، بل من اجل العودة، عودة الزاهد، المُنقذ، الريان، القائد…

وكما خاض المكتب الثاني الانتخابات النيابية عام 1964 تحت شعارِ التجديد، خاضها عام 1968 تحت شعار العودة. لكنه لم يتمكن من تحقيق كل أغراضهِ فيها لان الحلف الثلاثي كان قد قامَ، وكان الرئيس سليمان فرنجية وزيرا للداخلية، وكان هنري فرعون وزير دولة. 

ومع ذلك اسقطوا جوزف سكاف وسليمان العلي وكاظم الخليل. وعلى اثر انتخابات البقاع قدّم الرئيس فرنجية استقالتهُ احتجاجاً على تدخل المكتب الثاني. واستقال كذلكَ هنري فرعون معللاً استقالته بكتاب اورد فيه الاسباب. الاسباب؟ المكتب الثاني. 

وكما لم يتمكن المكتب الثاني من التجديد لشهاب، وهو يتمتع بالاكثرية، كذلك لم يتمكن من اعادتهِ وهو مفتقر الاكثرية. لكن كانت هناك قصة جديدة. بالطبع ليس هناك من ينسى قصة الميراج. وكيف طار قائد الجيش السابق اميل بستاني وما قيل من إنه يعد تشكيلات بين ضباط المكتب الثاني… فسبقوه.

وليس من ينسى قضية الفدائيين، وما قاله العميد اده من ان الرئيس شهاب والمكتب الثاني وراءها. وحوادث نيسان وما قالهُ الرئيس صائب سلام عنها في المجلس. وحوادث 24 تشرين الاول ورسالة “فتح” الى اللبنانيين حولها. وليس من ينسى خطب الرئيس سلام والعميد اده ، سواء في المجلس او في المناسبات، او في الاحتفالات، حول المكتب الثاني.  

وليس من ينسى ما قيل عن انهيار بنك انترا في العام 1966، وما قيل عن اسباب انهيار المصارف الاخرى.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *