إضاءات ومفاجآت على هامش الحرب الأوكرانيّة! الحلقة الثالثة: ما بعد خيرسون، الحرب أم السلام؟

Views: 114

د. إيلي جرجي الياس

يوم الإثنين 14 تشرين الثاني 2022، زار الرئيس الأوكرانيّ فلوديمير زيلينسكي مدينة خيرسون، التي انسحب منها الجيش الروسيّ يوم 11 تشرين الثاني 2022، وعادت لسيطرة أوكرانيا، وسط أجواء الفرح لدى السكّان، مهنئاً الجيش الأوكرانيّ، شاكراً حلف شمال الأطلسي على الدعم المتواصل.

إلّا أنّ زيلينسكي قال مخاطباً القوّات الأوكرانيّة الواقفة أمام المبنى الإداريّ في الميدان الرئيسيّ للمدينة الواقعة جنوب أوكرانيا: إننا نمضي قدماً… نحن مستعدّون للسلام، السلام لدولتنا كلها!! رغم إعلانه عن نيّة السلام الآتي مع الروس، فالحشود الأوكرانيّة المضاعفة تجعل الشكوك تسكن أبعاد خطابات الرئيس زيلينسكي…

 

ولكن في المقابل، وبعد زيارة زيلينسكي، وفي خطوة استيعابيّة للحدث، شدّد الكرملين، على أنّ خيرسون هي جزء لا يتجزأ من الاتّحاد الروسيّ!! كما أشار المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، معلّقاً على زيارة زيلينسكي: نترك الأمر من دون تعليق!! (https://teledentistry.com) ما يضفي هالة من الغموض على مرحلة ما بعد خيرسون يجيد الروس صياغتها ونشرها…

 

بين الغموض، الذي يضيفه الروس على المشهد الجيوستراتيجيّ والشكوك التي يضفيها الأوكران على المشهد نفسه، وبين تقدّم أوكرانيّ في خيرسون ونجاح الكرملين في الحصول على القرم ومناطق حدوديّة حسّاسة في أوكرانيا حيث يتواجد ذوو الأصول الروسيّة، وبعد تمدّد اليمين المتطرّف من كييف باتّجاه أوروبا الغربيّة، ومع الضائقة الاقتصاديّة الأوروبيّة التي يستفيد منها الأميركيّون والروس على حدّ سواء، تتساوى فرص الحرب والسلام بعد عمليّة خيرسون، حرب إذا طالت، لن تكون نوويّة أبداً، وستدمّر أوكرانيا وتصيب أوروبا الغربيّة بالدرجة الأولى، وتمتدّ تداعياتها القاسية على الولايات المتّحدة الأميركيّة والاتّحاد الروسيّ والعالم أجمع… وما دام السلام متاحاً الآن، فليكن أفضل وأجدى  الحلول.

 

 

***

*د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *